وثق المصور السعودي والباحث في التراث عبد الإله الفارس أهم أطلال الحي التراثي بوسط مدينة تبوك التاريخي، مؤكدا أنه تمكن من توثيق هذه الأطلال في لوحات ضوئية ورسمت لوحة تراثية فنية مازالت صامدة وشامخة للماضي الجميل بوسط تبوك التاريخي.
وقال إنه وثق موقع الحي التراثي ومجاورته لقلعة تبوك الأثرية إحدى قلاع طريق الحج الشامي القديم، كما تطل تلك المباني الطينية على عين السكِرِ التاريخية، وذلك ضمن أحداث” غزوة تبوك” المعروفة في السنة التاسعة للهجرة النبوية.
وأيضا هناك جادة الأمير فهد بن سلطان بالقرب من الحي التراثي، وتعتبر الجادة معلماً حضارياً من معالم مدينة تبوك ومركزا تجارياً هاماً يشهد طوال اليوم حركة تجارية كبيرة جداً وبها العديد من الأسواق الشعبية.
كما ظهرت في الصور المباني الطينية بوسط تبوك التي تختزن نمطا معماريا مكتنزا بالجمال، أقرب إلى الأعمال الفنية اليدوية.
فيما أكد أن “المباني الطينية تجسد جمالًا معماريًّا مميزًا، إضافة إلى المتانة التي تزيد من عمره الافتراضي حيث كانت طريقة البناء باللَّبِن وهي الطريقة الأقل جودة في تشييد المباني الطينية بيد أنها الأكثر انتشارًا؛ لسهولتها وتكاليفها غير الباهظة، إضافة إلى سرعة إنجازها، وتعتمد على استخدام اللَّبِن الطيني الجاف المجهز من قبل بوساطة تشكيله في قوالب خشبية، ثم تجفيفه تحت أشعة الشمس، وتجري طريقة البناء برصّ اللَّبِن وتثبيته بالطين، وبعد أن تكتمل الجدران تُغطَّى بطبقة من الطين بطريقة (اللياسة)، وتُسوَّى، ثم يكمل البناء بالطريقة السابقة نفسها التي تعتمد على العروق ويكون المبنى مسقوفا بأخشاب الأثل وخوص النخيل”.
كما أضاف “لقد هجر الحي القديم وأهمل حتى بقيت أطلالا تشتكي من الوحدة والغربة، لتبدأ تتساقط وتتهاوى الواحدة تلو الأخرى في مشهد حزين، وسعت مملكتنا الغالية لتأهيل وتطوير الأحياء القديمة ببعض مناطق ومدن المملكة”.