بعيد تأكيد المنسق الأوروبي للمفاوضات النووية الجارية منذ أشهر في فيينا انريكي مورا، أن المحادثات دخلت مرحلة حاسمة، وكشف المبعوث الروسي ميخائيل أوليانوف أن المفاوضين وصلوا خط النهاية، أوضح وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بدوره مساء أمس، أن المفاوضين يقتربون من الاتفاق أكثر من أي وقت مضى.
ورأى أنه يمكن التوصل إلى اتفاق في غضون ساعات إذا اغتنمت القوى الغربية الفرصة ورفعت العقوبات عن بلاده.
كما أضاف في مقابلة مع شبكة “يورونيوز” الفرنسية “اتخذنا حتى الآن الكثير من المبادرات وأظهرنا المرونة المطلوبة على طاولة التفاوض، لذا قلنا بوضوح حان دور الغرب الآن ليكون مرنا”، راميا بذلك الكرة في ملعب الدول الأوروبية المشاركة في المحادثات (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا)، إلى جانب الولايات المتحدة التي تشارك بشكل غير مباشر، وروسيا والصين.
وكشف أن ملف السجناء والمعتقلين طرح أيضا، قائلا :”أعلنا أننا مستعدون، سواء خارج محادثات فيينا أو إلى جانبهم، لتبادل الأسرى عندما يكون الطرف الآخر جاهزًا”، لكنه أضاف رغم ذلك “لا نرى ضرورة لربط هذا الملف بمحادثات فيينا”.
إلى ذلك، كرر أن هناك بعض القضايا المتبقية، وهي ما وصفها بخطوط طهران الحمراء، لا تزال قيد النقاش، وأكد أن طهران لم تتلق حتى الآن مبادرة عملية من الولايات المتحدة بشأن مسألة الضمانات.
وحول احتمال فشل المحادثات، قال: إذا لم تتصرف الولايات المتحدة والغرب بشكل واقعي في هذه المرحلة الحساسة من المحادثات، فسيكونان مسؤولين عن الفشل المحتمل للمحادثات.
كما رأى أنه يجب “حل جميع القضايا سواء في المجال النووي أو مجال رفع العقوبات في حزمة واحدة”.
وختم قائلا: “لا نريد أن يمنحنا بايدن أموالاً أو قروضًا من البنوك الأميركية، فقط نريده أن يفرج عن أموالنا بحسن نية. لكن قيل لنا حتى الآن إن أي شيء لا يمكن أن يحدث إلا بعد مفاوضات مباشرة”.
يشار إلى أن الأيام الماضية شهدت تفاؤلا في تصريحات العديد من المسؤولين المعنيين بهذا الملف، غير أن بعض المراقبين يرون أن نسبة نجاح المفاوضين في العاصمة النمساوية أو فشلهم بالتوصل لتوافق قريب متساوية، لا سيما أن الجانبين (طهران والغرب) يلقيان الكرة في ملعب الآخر، تحسبا لأي فشل مقبل.
وكان دبلوماسيون كشفوا الأسبوع الماضي لوكالة “رويترز”، أن نص اتفاق نهائي في طور التكوين لإحياء الاتفاق النووي يرسم خطوات متبادلة بين الجانب الإيراني والأميركي على مراحل وصولاً إلى الامتثال الكامل.
كذلك لفتوا إلى أن قسماً كبيراً من نص المسودة النهائية تمت تسويته أو الاتفاق عليه، غير أن بعض القضايا الشائكة ما زالت قائمة، من ضمنها طلب طهران تقديم الولايات المتحدة ضمانة بعدم الانسحاب ثانية من الاتفاق النووي كما حصل عام 2018 مع إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب.
يذكر أن المحادثات الجارية في العاصمة النمساوية كانت انطلقت في أبريل من العام الماضي، إلا أنها توقفت في يونيو مع انتخاب الرئيس الإيراني المتشدد إبراهيم رئيسي، ليعاد استئنافها في نوفمبر (2021) ولا تزال مستمرة حتى الآن.