وسط تصاعد التوتر بين بغداد وإقليم كردستان العراق، وصل وفد عسكري رفيع من وزارتي الدفاع والداخلية وقيادة العمليات المشتركة، اليوم الأحد، إلى أربيل.
ويلتقي هذا الوفد رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني ورئيس الوزراء، إضافة إلى القيادات العسكرية والأمنية في وزارتي البيشمركة والداخلية للإقليم، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء العراقية “واع”.
تأتي تلك الزيارة بعد تصعيد من قبل مسعود بارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، وأبرز قيادات الإقليم الذي شدد في تصريحات أمس السبت على أن هذا الإقليم بني بالدم وسنحميه بالدم أيضاً”.
كما أضاف في كلمة ألقاها أمس خلال حفل افتتاح معرض يوثق سلسلة كتب عن مشروع وثائقية “ثورات بارزان”، “هناك من يعتقد أنه يستطيع من خلال القوة والسلاح فرض سيطرته علينا، لكن هذا محال”.
كذلك اعتبر أن الأزمة السياسية في البلاد عميقة بالنسبة إلى بغداد وإقليم كردستان، داعياً لأن يكون الدستور هو الحكم بين الطرفين. وتحدث أيضا عن محاولات للسيطرة على صلاحيات الإقليم بمعزل عن الدستور!
يشار إلى أن هذا التصعيد الكلامي يتزامن مع بدء قوى “الإطار التنسيقي” (تضم أحزاباً وقوى موالية لإيران، من ضمنها تحالف الفتح ونوري المالكي وغيرهم ممن فازوا في الانتخابات النيابية الأخيرة)، البحث في تشكيل حكومة جديدة بمعزل عن التيار الصدري الذي استقال نوابه الأسبوع الماضي.
وكان زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، الذي حاز على الكتلة الأكبر في الانتخابات النيابية التي جرت في أكتوبر الماضي، متحالفاً مع الحزب الديمقراطي الكردستاني وداعماً لمرشحه الرئاسي، في وجه مرشح “الإطار التنسيقي”.
إلا أن استقالة نوابه أعادت خلط الأوراق على الساحة السياسية العراقية، وألقت بظلال الغموض على ملفي تشكيل الحكومة وانتخاب الرئيس اللذين باتا حكماً بيد خصوم الصدر.
كما يتزامن مع سعي الإقليم إلى تأسيس شركتين للنفط، تكون الأولى مختصة باستكشاف النفط، بينما الثانية بتصدير الخام وتسويقه، بعد خلافات على مدى أشهر بين أربيل وبغداد في أعقاب حكم لمحكمة اتحادية في فبراير الماضي اعتبر الأسس القانونية لقطاع النفط والغاز في الإقليم شبه المستقل غير دستورية.
ويأتي أيضاً هذا التوتر مع بغداد عقب سلسلة هجمات واستهدافات لمواقع في مدينة أربيل وغيرها في الإقليم بطائرات مسيرة أو صواريخ، اتهمت كتائب حزب الله العراق بارتكاب بعضها.