قالت وزيرة الخارجية السويدية آن ليندي للتلفزيون السويدي أمس الأحد إن فنلندا ستتقدم بطلب للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) “بكل تأكيد”.
وأجبرت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا كلاً من السويد وجارتها الشرقية فنلندا على مراجعة موقفهما المتمثل في أن الحياد العسكري هو أفضل وسيلة لضمان الأمن القومي.
وقالت ليندي لتلفزيون “إس. في. تي” العام: “نحن نعلم بشكل أو بآخر أنهم (أي المسؤولون في فنلندا) سوف يتقدمون بطلب للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. هذا يغيّر التوازن بالكامل.. إذا انضمت إحدى دولنا، فإننا نعلم أن التوتر سيزداد”.
وعندما سُئلت مجدداً عما إذا كانت تعتقد أن فنلندا ستنضم إلى الحلف، ردت “أعتقد أنه يمكنك قول ذلك بكل تأكيد”.
ومن المتوقع أن تتخذ السويد وفنلندا قراراً بشأن الانضمام إلى هذا الحلف العسكري في الأسابيع المقبلة.
وكان وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو قد قال يوم الجمعة إنه يأمل في أن تتخذ فنلندا والسويد خيارات مماثلة في نفس التوقيت.
وقد باشر البرلمان الفنلندي الأسبوع الفائت الماضي مسألة الانضمام لتأمين مزيد من الحماية من أي عدوان روسي، علماً أن البلدين يتقاسمان حدوداً بطول حوالي 1300 كلم.
من جهتها أكّدت رئيسة الحكومة السويدية أمس الأحد أن السويد يجب ألّا تتخذ “باستخفاف” أي قرار يتعلّق بتقديم أو عدم تقديم طلب للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
وقالت ماغدالينا أندرسون خلال مؤتمر صحافي على هامش احتفالات عيد العمّال: “كنّا غير منحازين طوال 200 عام وكان ذلك نافعاً لنا.. وهو قرار يجب ألا يُتّخذ باستخفاف”.
وأضافت أن تقديم طلب للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي هو “مسألة صعبة جداً جداً تتطلّب تحليلاً معمّقاً”.
وقبل أسبوع، كان الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي تنتمي إليه أندرسون والمُعارض بشكل تقليدي لأي انضمام، قد قال إنه ينوي التوصل إلى قرار حول المسألة بحلول 24 مايو الحالي.
وأثارت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا تأرجحاً في الرأي العام السويدي تجاه طلب انضمام محتمل إلى حلف شمال الأطلسي.
ويؤيّد نحو 54% من السويديين حالياً انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي، بحسب استطلاع أجراه معهد “نوفوس” مؤخراً.
وكانت روسيا قد حذّرت من أن على ستوكهولم وهلسنكي توقع “عواقب” في “العلاقات الثنائية” مع موسكو وفي “مجمل الترتيبات الأمنية الأوروبية” في حال انضمامها للناتو.
في سياق متصل، انتهكت طائرة استطلاع روسية لوقت قصير الجمعة المجال الجوي السويدي، وفق ما أفادت السبت هيئة الأركان السويدية. وقد تم استدعاء السفير الروسي في السويد إثر ذلك.