لم يكن المختص بالزي السعودي عبدالله بن روكان، يدرك أن ذهابه خلال سنوات طفولته مع والده إلى الأسواق الشعبية وسط الرياض مثل سوق الزول وشارع الثميري، سيجعله مولعاً بالملابس والإكسسوارات الرجالية، حتى بات “خبيرا” تضج به مواقع التواصل، وتنتشر فيديوهاته التي يوضح طرق “الترسمية” واختيار قماش الثوب المناسب.
فقد أوضح الشاب الحاصل على شهادة الهندسة، في حديث للعربية.نت أنه لطالما حلم في نشر الهوية الوطنية الزاخرة بالتراث والحضارة. وقائل “يمثل الزي السعودي قيما نابعة من جذور تاريخنا، حيث توارثناه أباً عن جد، منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى”.
وعن الفرق بين هوايته وتخصصه الأكاديمي، أكد أن هناك روابط عدة بين المجالين، معتبرا أن “دقة التنفيذ ودراسة التفاصيل وجودة المخرج النهائي، تجمع بين الإثنين، وهذا جليّ في مكونات الزي السعودي، فمثلاً البشت وطريقة حياكته ونسج خيوطه الذهبية الآسرة بزخرفة هندسية متقنة يعكس دقة وعملا شاقا”.
وكشف بن روكان أن “الزي الرجالي السعودي يتمتع بـ”إتيكيت” في كل فصل، ففي الصيف عادة يجب اختيار الخامات الخفيفة المتميزة بمسامات مفتوحة وألوان بيضاء وكريمية مع الغترة البيضاء، أما فصل الشتاء فيفضل لبس الأشمغة الحمراء القطنية مع الأقمشة الثقيلة الصوفية الوبرية بنسبة صوف عالية لمقاومة التيارات الباردة، في حال كانت المناسبة خارجية”
كما أضاف أن “الأقمشة الصوفية المخلوطة بخيوط القطن المعالج تلبس داخل الأماكن المغلقة لتخفيف نسبة الصوف، أما في فصل الربيع فنشاهد البشوت الربيعة مثل “المرينه” و”الونيشن” و”المشروك”.
وعن البشت قال: “خيط الصوف المستخدم في البشت لاسيما الخيوط المذهبة في منطقة القصب (الزري) يكون عادة من صناعة ألمانية فاخرة، وقد تصل بكرة هذا الخيط المذهب المطلية بماء الذهب إلى آلاف الريالات، ولابد أن يكون معالجا ضد الشحنات الكهربائية”.
يشار إلى أن بن روكان يعتبر متخصصا منذ 4 سنوات في تجهيز العريس عبر اختيارات ملابسه وتدريبه على لبس البشت وتنفيذ الـ”ترسيمات” بالعقال والشماغ، موضحاً أن جهوده تأتي متزامنة مع سعي وزارة الثقافة في نشر الثقافة السعودية على الصعيدين المحلي والدولي.