كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الثلاثاء، في أعقاب المحادثات التي جمعته بنظيره الجزائري رمطان لعمامرة عن “أن روسيا والجزائر تعتزمان التوقيع على اتفاقية تعكس النوعية الجديدة للعلاقات الثنائية بين الدولتين”، وفق ما أوردته الرئاسة الجزائرية.
وقال لافروف بعيد المحادثات التي جرت بمقر وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، وتوسعت بعد ذلك لتشمل أعضاء وفدي البلدين: “طيلة هذه السنوات نعمل بنشاط على تطوير التعاون التجاري والاقتصادي”.
وأشار لافروف إلى أنه بالنظر إلى “التطور السريع للعلاقات الودية” بين الدولتين، ومن أجل الحفاظ على مستوى عال من التفاعل، يخطط الجانبان لإبرام “وثيقة استراتيجية جديدة بين الدولتين تعكس النوعية الجديدة لعلاقاتنا”.
وصرح سيرغي لافروف إنه ناقش خلال زيارته للجزائر تطوير التعاون العسكري التقني، كما كشف عن عقد اجتماع للجنة الحكومية المشتركة لروسيا والجزائر حول التعاون الاقتصادي في الجزائر في غضون أشهر قليلة مقبلة.
من جانب آخر، كشف رئيس الدبلوماسية الروسية أنه أبلغ الطرف الجزائري بآخر تطورات الوضع في أوكرانيا، قائلا: “نقدر تقديرا عاليا الموقف الجزائري المتزن والموضوعي حيال التطورات في أوكرانيا”.
وفي رده على تصريحات منسوبة للممثل السامي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، بشأن إمكانية تسليم الأصول المجمدة الروسية إلى السلطات الأوكرانية، قال لافروف: “موقفنا معروف، فنحن تعودنا على تبني مثل هذه العمليات (تجميد الأصول)، حيث تم في السابق تجميد الأصول في أفغانستان، غير أنه لم يتم استعمال هذه الأموال لإعادة بناء أفغانستان المدمرة نتيجة أعمال حلف الناتو خلال العشرين سنة الماضية، بل تم توجيه هذه الأموال لتحقيق أهداف أخرى”.
من جهة أخرى قال لافروف إن الرئيس بوتين يأمل في عقد لقاء شخصي مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ويدعوه لزيارة روسيا.
واستقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الثلاثاء، بمقر رئاسة الجمهورية وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والوفد المرافق له، وجرى الاستقبال بخضور وزير الخارجية والجالية الوطنية في الخارج رمطان لعمامرة، حسب موقع رئاسة الجمهورية.
وكان الرئيس الجزائري قد تحدث هاتفيا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الشهر الفائت، و”اتفق الرئيسان على أهمية تبادل الزيارات رفيعة المستوى بين مسؤولي البلدين، والاجتماع القادم للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي”، التي تأجلت بسبب جائحة كورونا، بحسب ما أفادت الرئاسة الجزائرية.
وتربط الجزائر وموسكو علاقات تاريخية، سواء على المستوى الاقتصادي بحجم تبادلات وصل إلى 4.5 مليار دولار كما أعلن لافروف في آخر زيارة له للجزائر قبل وصول الرئيس تبون للسلطة في ديسمبر 2019.
كما تنسق الجزائر مع روسيا في إطار منتدى الدول المصدرة للغاز، وكذلك في اجتماعات الدول المصدرة للنفط “أوبك+”.