على وقع استعار المعارك شرقي أوكرانيا، شدد مستشار الرئيس الأوكراني ميخائيل بودولاك، على أن لا خيار أمام قوات بلاده سوى تحرير كافة المدن الأوكرانية، كما أكد في مقابلة مع العربية/الحدث، اليوم السبت، أن القوات الروسية فوجئت بقدرات القوات الأوكرانية ولم تكن لديها معلومات كافية عن الجيش الأوكراني.
إلا أنه لفت إلى أن الخسائر كبيرة أيضاً، قائلا :” نخسر يوميا 100 إلى 150 جنديا أوكرانيا في معارك الشرق”. وأردف” عدد القتلى من الطرفين هائل في شرق البلاد”.
كما أشار إلى صعوبة القتال في إقليم دونباس، لافتا إلى أن الحرب هناك حرب مدفعية ثقيلة.
أما عن المفاوضات مع موسكو، فأكد أن السبب الرئيسي لتوقفها يعود إلى رغبة روسيا في انتزاع أجزاء كبيرة من الأراضي الأوكرانية، وفق تعبيره.
كذلك شدد على أنه لم يكن من الممكن إيقاف الحرب عن طريق التفاوض. ورأى أن “الأسباب التي يدعيها الاتحاد الروسي لهذه الحرب عبارة عن أكاذيب”، قائلا ” هذه حرب احتلال لا أكثر”.
إلى ذلك، أشار إلى أن المفاوضين الروس تقدموا إلى الجانب الأوكراني بأمر استسلام، وفق تعبيره.
وعن إمكانية عودة الطرفين إلى طاولة التفاوض، قال “هذا الأمر يتطلب أن يوقفوا إطلاق النار فوراً ويعودوا إلى حدود ما قبل الرابع والعشرين فبراير”.
إلا أنه استدرك قائلا: “لن ينجح التفاوض مع أي وفد روسي لأن مفاتيح الأمور والقرارات في يد رجل واحد ألا وهو السيد فلاديمير بوتين، لذلك على الأخير أن يجلس مع زيلينسكي”.
كما اعتبر أنه لا يوجد حاليا سبيل لإيقاف هذه الحرب إلا بالوسائل العسكرية.
وختم معربا عن خيبة أمل كييف بسبب البطء في تسليم الأسلحة من الدول الغربية للقوات المسلحة. وقال: “القادة الغربيون غير جاهزين نفسياً لتحمل المسؤولية الفردية ويختبئون خلف المسؤولية الجماعية، مما يفتح الباب أمام البيروقراطية في عملية توصيل المساعدات العسكرية”.
يشار إلى أن القوات الروسية كانت سيطرت على معظم منطقة دونيتسك التي تشكل مع لوغانسك إقليم دونباس الشرقي، إلا أن المعارك اشتدت خلال الأسابيع الماضية بشكل عنيف في سيفيرودونينتسك.
ويسعى الجيش الروسي للاستيلاء على تلك المدينة الصناعية في لوغانسك، التي تُعدّ مهمة واستراتيجية، إذ يمهد سقوطها الطريق للسيطرة الروسية على كراماتورسك الكبيرة في منطقة دونيتسك، آخر معاقل القوات الأوكرانية في الشرق.
وتهدف روسيا إلى السيطرة على كامل حوض دونباس، بعدما سيطر عليه الانفصاليون الموالون لموسكو جزئيا العام 2014، بهدف فتح ممر بري يصل الشرق بشبه جزيرة القرم التي ضمتها إلى أراضيها بنفس العام.