عقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الجمعة، جلسة طارئة لبحث قصف محطة زابربوريجيا النووية في أوكرانيا، وذلك بعد اشتعال أحد مراكز التدريب فيها بوقت سابق اليوم، إثر تعرضها لقصف روسي.
وقالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية روزماري دي كارلو، في كلمتها، إن القتال في أوكرانيا يجب أن يتوقف فورا، مضيفة “أنه يجب العمل لتفادي وقوع حادث نووي جديد في أوكرانيا“.
كما أضافت “كارثة تشيرنوبل مثال حي للحفاظ على المعايير النووية”، معبرة عن ترحب الأمم المتحدة باتفاق الروس والأوكرانيين أمس على توفير ممرات آمنة .
بدورها، أكدت مندوبة بريطانيا في الأمم المتحدة، الجمعة، أن لندن طلبت عقد الجلسة الطارئة بعد قصف منشأة زابوريجيا النووية أمس في أوكرانيا، وقالت في كلمتها أمام مجلس الأمن “مهاجمة محطة نووية في أوكرانيا حادثة غير مسبوقة.
وتابعت “إن حسابات بوتين كانت خاطئة بشأن مقاومة أوكرانيا”، مؤكدة أن استمرار الحرب يزيد من معاناة الأوكرانيين، مشيرة إلى أنها طلبت من المندوب الروسي وقف الحرب.
من جانبه، أكد رافائيل غروسي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن صواريخ روسية أصابت مبنى مجاورا لمكان 6 مفاعلات نووية في “زابوريجيا” النووية.
وقال في كلمته من طائرته الخاصة خلال توجهه إلى طهران، إن هناك 4 منشآت نووية كبيرة في أوكرانيا، مبيناً أن الوكالة تنسق مع وكالة المراقبة النووية في أوكرانيا
إلى ذلك، دعا مندوب فرنسا في الأمم المتحدة لوقف فوري للأعمال العدائية في أوكرانيا.
هذا وكانت أوكرانيا أعلنت في وقت سابق، أن القوات الروسية هاجمت محطة زابوريجيا النووية في الساعات الأولى من صباح اليوم، ما أدى إلى اشتعال النيران في منشأة تدريب مجاورة مكونة من خمسة طوابق.
فيما أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن السلطات الأوكرانية أبلغتها بأن المعدات الأساسية في المحطة النووية الأكبر في أوروبا لم تتأثر، ولم يحدث تغيير في مستويات الإشعاع. ودعا مديرها العام لاحقا الطرفين إلى الحفاظ على سلامة المنشآت النووية.
فيما اتهم الرئيس الأوكراني فولدومير زيلينسكي موسكو باللجوء إلى “الرعب النووي” والسعي “لتكرار” كارثة تشيرنوبل عبر قصفها زابوريجيا النووية.
يشار إلى أن تلك التطورات الميدانية أتت في اليوم التاسع من العملية العسكرية التي أطلقتها القوات الروسية على الأراضي الأوكرانية، بعد أيام قليلة من اعتراف الكرملين باستقلال منطقتين انفصاليتين في الشرق الأوكراني ما استتبع استنفارا دوليا، وحزمة واسعة من العقوبات ضد موسكو.
وقبل أشهر عدة شهدت الحدود الروسية الأوكرانية، استنفارا عسكريا وحشودا روسية، وسط توتر غير مسبوق مع الغرب، على خلفية رفض الروس توسع حلف شمالي الأطلسي في الشرق الأوروبي، أو ضم كييف إليه، لاسيما أن بين موسكو والعاصمة الأوكرانية توترات تمتد إلى سنوات خلت، لاسيما عام 2014 عندما سيطرت القوات الروسية على شبه جزيرة القرم.