قال كبير استراتيجي الأسواق في أوربكس، عاصم منصور، إن التصريحات بشأن توجه المركزي الأوروبي لم تكن جديدة للأسواق مع استمرار ارتفاع التضخم في منطقة اليورو إلى مستويات قياسية.
وأضاف عاصم منصور، في مقابلة مع “العربية”، اليوم الأحد، أنه يجب النظر إلى العديد من العوامل التي تقود قادة المركزي الأوروبي لإعادة النظر في سياسته النقدية وأهمها معدلات التضخم، وإمكانية أن يحذو المركزي الأوروبي حذو الفيدرالي الأميركي للتدخل بشكل سريع لمحاربة التضخم، وهو أمر صعب للمركزي الأوروبي.
وأوضح كبير استراتيجي الأسواق في أوربكس، أنه يصعب على المركزي الأوروبي اتخاذ قرار سريع لأن الاتحاد الأوروبي هو الأكثر تضررا من أزمة أوكرانيا، وقيام المركزي الأوروبي بأي تغيير في السياسة النقدية سيكون اضطرارياً وليس تدخلا للحفاظ على معدل التوازن الاقتصادي، لا سيما أن مقارنة مستويات التضخم بمستويات الأجور تظهر فارقا بنسبة 3% وهي نسبة تأكل القدرة الشرائية، وتشير إلى أن الاتحاد الأوروبي سيمر بمعدلات نمو ضعيفة في الأرباع المتبقية.
وأشار عاصم منصور إلى أنه مع تهديد روسيا بقطع إمدادت الطاقة عن أوروبا، ستكون الدول الأكثر تضررا هي ألمانيا وإيطاليا وبالتالي حدوث تباطؤ في النمو، وعندها قد يتخذ المركزي الأوروبي نظرة أكثر حذرا تجاه تعديل السياسة النقدية وبالتالي الضغط على اليورو مقابل بقية العملات.
بشأن رفع الاحتياطي الاتحادي الأميركي أسعار الفائدة، قال منصور، إن الأسواق تسعر القرار بأنه أسرع وتيرة تشديد نقدي منذ عام 1994، وقرار الفيدرالي برفع الفائدة بواقع نصف نقطة مئوية هي أقوى معدل منذ عام 2000.
وأضاف أن استبعاد جيروم باول رفع الفائدة 75 نقطة مئوية في الاجتماع المقبل هو نوع من الطمأنينية لأسواق الأسهم لعدم الضغط عليها، لا سيما أن الأسواق تتخوف من حدوث خطأ في السياسة النقدية يؤدي إلى انزلاق الاقتصاد الأميركي لحالة من الركود، في ظل انكماش الاقتصاد الأميركي 1.4% في الربع الأول من العام الجاري.
وأوضح أن التسرع في رفع معدلات الفائدة سيكون ذا نهج حذر حتى لا يتأثر الاقتصاد بنوع من أنواع الصدمة، مثلما حدث في 2013 بسحب الاحتياطي الفيدرالي للسيولة بشكل قوي ثم تدخل مرة أخرى لتهدئة الأسواق، وهو ما يعطي الأسواق متنفسا لكي لا يكون هناك ضغوط عليها.
كان رئيس البنك المركزي الألماني قد صرح الأسبوع الماضي بأن صانعي السياسات بالمركزي الأوروبي يجب ألا ينتظروا وقتًا طويلاً لرفع أسعار الفائدة، في حين قال نظيره الفرنسي إن أسعار الفائدة السلبية حالياً قد تصبح إيجابية هذا العام.