قال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، في مقابلة مع “العربية”، اليوم الثلاثاء، إن سوق النفط بها نوعاً من التوازن بين العرض والطلب، لكن هناك عزوف من بعض الدول على إنتاج نفط دولة معينة.
وأضاف أن هذه الدولة المنتجة هي روسيا التي تمثل 10% من الإنتاج العالمي، ولذلك من المؤكد حدوث هذه الارتفاعات.
وأوضح الوزير أن هناك مبالغة في النظر إلى ارتفاعات أسعار النفط، مقارنة بارتفاعات باقي أنواع الطاقة مثل الغاز الذي تضاعف بنحو 5 مرات والفحم 3 مرات، ولا أحد يتحدث عن هذه الأنواع رغم أن مساهمتها في توليد الكهرباء أكبر من مساهمة قطاع النفط، مضيفاً يجب أن تكون هناك نظرة عادلة إلى ارتفاع النفط.
وقال المزروعي، إن تحالف “أوبك+” ينتج 40% من النفط عالمياً لكن يتم تحميله مسؤولية أكبر بشأن موازنة العرض والطلب على 100% من الإنتاج، بينما التحالف يقوم بدوره وأكثر لموزانة السوق قدر المستطاع.
وأضاف أن بعض عوامل الارتفاع لا تعود إلى ارتفاع سعر برميل النفط، بل تعود إلى “فرض ضرائب في بعض الدول تصل إلى 200% من سعر الديزل والجازولين وينتج عنها صخب لدى المستهلكين وكثير من الدول يجب أن تنظر إلى أسعارها ومساعدة المستهلكين أكثر من الحديث مع منتجي النفط.
في سياق آخر، قال وزير الطاقة الإماراتي، إن استراتيجية الإمارات للأمن المائي 2036 وضعت لأهداف بيئية في المقام الأول تتضمن تقليل حرق الغاز وثاني أكسيد الكربون، واستخدام الكهرباء بدلاً من حرق الغاز، لأن الكهرباء تأتي من مصادر لا ينتج عنها ثاني أكسيد الكربون مثل الكهرباء من الطاقة النووية والمتجددة.
وأضاف أننا ننشأ المحطات الجديدة على هذه التقنية الجديدة التي توفر في كلفة إنتاج المتر المكعب أو الجالون أكثر من 70% من تكلفة الجالون، وينتج عنها خفض كبير في حرق الغاز والتلوث والبصمة الكربونية للدولة، لتصل الطاقة الإنتاجية في الإمارات إلى نحو 1.6 مليار جالون يوميا.
وأوضح أننا نعمل على تدوير ومعالجة المياه واستخدام كل قطرة مياه تسقط على أرض الدولة سواء من الصرف الصحي أو الأمطار أو تحلية المياه.
وأشار المزروعي، إلى استثمار نحو 4 مليارات درهم ما يزيد عن مليار دولار في محطة تحلية المياه بالفجيرة عبارة عن شراكة مع القطاع الخاص، في إطار استراتيجية الدولة لإعطاء القطاع الخاص الفرصة لتشغيل وإنشاء هذه المحطات لزيادة الكفاءة وتطوير قطاع الأعمال في الدولة.
وقال وزير الطاقة الإماراتي، إنه يجب النظر إلى الهيدروجين إلى أنه في مرحلة البدايات ونستثمر في الهيدروجين الأخضر والأزرق.
وأضاف أن الهيدروجين الأزرق مجدي اقتصاديا ونعمل على مشاريع لاستخدامه مثل مصنع الأمونيا الزرقاء لإنتاج مليون طن وتنفذه شركة أدنوك ومع شركاء آخرين، واستخدامات الهيدروجين الأزرق سوف تكون محفزة لوضع خطة ليصبح الهيدروجين الأخضر مجدي اقتصاديا.
وأوضح سهيل المزروعي، أن الهيدروجين الأخضر مرتفع حالياً، ويواجه تحديات ووقعنا مذكرات عمل مشتركة مع دول لديها خبرة في هذا القطاع، ونعمل مع تلك الدول لوضع استراتيجية طويلة المدى للهيدروجين والاستفادة من تجاربنا المشتركة في تشجيع الشراكات في مشاريع الهيدروجين، ودخوله في قطاعات مثل الطيران والنقل البحري.
وقال وزير الطاقة الإماراتي، إن الإطار الزمني للوصول إلى 25% من الحصة السوقية لإنتاج الهيدروجين عالميا، يتوقع أن تتحقق من 2040 إلى 2050 ومثل أنواع الطاقة يمر الهيدروجين بمراحل ليست كلها بيد دولة واحدة لكنها تعتمد على العمل المشترك لمجموعة من الدول، ولذلك لدينا تحالفات من الدول في مجال الهيدروجين والعمل في منظومة مع الدول في هذا المجال.
وأوضح أنه يصعب التوقع حالياً، وهذا المستهدف بحلول 2050 سوف نتمكن من تحقيقه في حالة استمرار العمل الذي نقوم به اليوم.
عن استراتيجية الإمارات للطاقة، قال المزروعي، إن فريق مشترك من المحليات والوزارة يعملون عليها، بعد مرور 5 سنوات على إطلاق الاستراتيجية الطاقة، ومراجعتها، متوقعاً أن تحظى الطاقات المتجددة بنصيب أكبر من الطاقات الأحفورية والغاز، وأن الفحم أصبح مكلف وممكن ألا يكون له دور كبير في دولة الإمارات، بينما يكون فيه دور للهيدروجين، وستعرض نتيجة الفريق على مجلس الوزراء بعد الانتهاء منها.