تدور معارك محتدمة منذ أكثر من أسبوع بين الجيش الروسي والقوات الانفصالية من جهة والقوات الأوكرانية من جهة أخرى، للسيطرة على مدينة ماريوبول الاستراتيجية المطلة على الساحل الشرقي لأوكرانيا.
وتشكل سيطرة موسكو على المدينة، آخر معاقل كييف على ساحل بحر أزوف، منعطفاً مهماً في النزاع الذي تفجر في 24 فبراير الفائت، مع بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
كذلك، تسمح السيطرة عليها للروس بتأمين ممر يربط قواتها التي استولت على الموانئ الرئيسية في بيرديانسك وخيرسون وتلك القادمة من شبه جزيرة القرم التي ضمتها، والقوات الانفصالية والروسية القادمة من دونباس.
ومثل ميناء بيرديانسك يتمتع ميناؤها التجاري الاستراتيجي بأهمية رئيسية في مجال تصدير الحبوب والصلب المنتج في شرق البلاد.
إلى جانب موقعها الجغرافي الاستراتيجي، تعتبر ماريوبول مدينة صناعية كبيرة.
وتوجد فيها مصانع شركتي المعادن الكبيرتين أزوفستال وإيليتش اللتين توظفان عشرات الآلاف من الأشخاص.
وبعد عدة أيام من القصف، أعلنت روسيا وقف إطلاق النار صباح اليوم السبت للسماح بإجلاء المدنيين من المدينة، والمحاصرين في القتال.
بدوره، اتهم رئيس بلدية المدينة التي تتحدث اللغة الروسية، فاديم بويتشينكو، القوات الروسية والموالية لروسيا الخميس بالسعي “لفرض حصار” على ماريوبول، مانعةً الإمدادات عنها، وقاطعةً “البنى التحتية الحيوية”: المياه والكهرباء والتدفئة.
وتقع ماريوبول على بعد حوالي 55 كلم من الحدود الروسية و85 كلم من دونيتسك معقل الانفصاليين المدعومين من روسيا، وهي حتى الآن أكبر مدينة لا تزال في أيدي كييف في حوض دونباس الذي يضم مناطق دونيتسك ولوغانسك، وجزء منها تحت سيطرة المتمردين الموالين لروسيا.
يذكر أن الانفصاليين الموالين لروسيا سيطروا على المدينة الساحلية البالغ عدد سكانها حوالي 450 ألف نسمة لفترة وجيزة في عام 2014، قبل أن يستعيد الجيش الأوكراني السيطرة عليها.