كشفت أحدث صور لسد النهضة التقطت بالأقمار الصناعية، اليوم الجمعة، أن السلطات الإثيوبية تواصل تعلية الممر الأوسط في السد وتفريغ بعض السدود الأخرى استعدادا لموسم الفيضان والتخزين.
وكشفت الصور وفق ما يقول الخبير المصري الدكتور عباس شراقي “للعربيةنت” أن العمل في رفع الممر الأوسط لسد النهضة مازال مستمرا منذ حوالي شهر، ولا توجد أرقام مؤكدة عن مدى الارتفاع الحالي رغم تداول الوصول إلى مستوى 581م بزيادة 5م، حيث تستهدف إثيوبيا الوصول إلى منسوب 595م منذ التخزين الأول صيف 2020.
وقال إنه يتبقى أسابيع قليلة على بداية هطول الأمطار الغزيرة والمقرر لها أول يوليو المقبل، والتي من شأنها أن تجري عملية تفريغ جزئي للسدود في إثيوبيا، وأهمها سد تاكيزي على نهر عطبرة حيث يقوم بتخزين 9.5 مليار م3 ليستقبل 3 مليارات جديدة.
وأشار إلى أنه وفي السودان يوجد سد الروصيرص على النيل الأزرق الذي يخزن 6 مليارات م3 وسدا أعالي عطبرة وستيت، وبهما 3.7 مليار م3 وسد خشم القربة 0.5 مليار م3، بينما سد مروى وهو أكبر السدود السودانية يتواجد به 12.5 مليار م3، وهو الأقرب إلى الحدود المصرية بنحو حوالي 1000 كيلومتر ويعمل بصورة منتظمة حتى اليوم.
وأكد شراقي أن هذا التفريغ للسدود ازداد منذ أيام، ومن المتوقع وصول هذه المياه إلى السد العالي خلال أسبوعين من الآن، مشيرا إلى أن التفريغ من سد النهضة مازال مستمراً من خلال بوابة التصرف الشرقية، بالإضافة إلى كمية قليلة من تشغيل التوربين رقم 10.
وكان مدير سد النهضة الإثيوبي، قد أكد قبل أسبوع في تصريحات للعربية، باحتمال تأثر مصر والسودان بعمليات ملء السد، مشيرا إلى أن الملء الثالث سيكون في أغسطس وسبتمبر المقبلين، مستبعدا إيقاف عملية الملء الثالث ومعتبرا أنها عملية تلقائية.
وكشف أن الطاقة التي تم تدشينها من السد دخلت ضمن شبكة الكهرباء في إثيوبيا، مشددا على أن عملية بناء سد النهضة لن تتوقف لأي سبب كان.
وقال إن السد منيع وأي حديث عن مخاطره واحتمال انهياره غير صحيح، مضيفا أن إثيوبيا تبادلت المعلومات حول السد مع مصر والسودان.
يذكر أن مصر كانت قد جددت تأكيدها على أن سد النهضة يرتبط بـ”قضية وجودية” لمصر وشعبها، فيما لم تسفر الجهود حتى الآن عن اتفاق بشأن السد الذي يثير قلق القاهرة والخرطوم على حصصهما من الماء.