تصنف المولوتوف أو كما تعرف أيضاً بكوكتيل مولوتوف (Molotov cocktail)، كإحدى أشهر القنابل الحارقة والبسيطة التي تستخدم كثيراً بالحروب أو خلال الاحتجاجات وأعمال الشغب والعنف. وتعود شهرة هذه الزجاجة الحارقة لسهولة صنعها حيث يكفي أن يمتلك الفرد زجاجة ومواد مشتعلة، كالبنزين والقطران والشحم، وخرقة أو شريط قماشي مبلل بالمواد الملتهبة، ليحصل على كوكتيل مولوتوف.
وتحمل هذه الزجاجة الحارقة تاريخاً يعود للقرن الماضي ما بين فترتي الحرب الأهلية الإسبانية وحرب الشتاء، حيث كسبت المولوتوف حينها شهرة عالمية واستخدمت فيما بعد في الحرب العالمية الثانية من قبل مختلف الأطراف المتحاربة.
في الحرب الأهلية الإسبانية التي استمرت ما بين عامي 1936 و1939، ظهرت أولى القنابل الحارقة الشبيهة بالمولوتوف. فقبل تسميتها بهذا الاسم، طلب الجنرال فرانسيسكو فرانكو (Francisco Franco) من أنصاره استخدام هذه القنابل الحارقة، سهلة الصنع، لاستهداف دبابات تي 26 (T-26) السوفيتية، التي أرسلت لدعم الجمهوريين في خضم الحرب الأهلية الإسبانية، في معركة سيسينا (Seseña) قرب طليطلة (Toledo) على بعد نحو 40 كلم جنوب مدريد.
وبناء على التوجيهات التي حصلوا عليها، طلب من أنصار فرانكو الحذر عند استخدام هذه القنابل وإلقائها على القسم الخلفي من دبابات تي 26 بسبب قلة سمك الدروع بهذه المنطقة وتواجد المحرك بها.
وخلال معركة خالخين غول (Khalkhin Gol) التي كانت عبارة عن مناوشات حدودية حادة بين اليابان والاتحاد السوفيتي ما بين مايو وسبتمبر 1939، تحدث اليابانيون عن استخدامهم لهذه الزجاجات الحارقة ضد السوفيت تزامناً مع افتقارهم للأسلحة المضادة للدبابات. كما أشاروا إلى فاعلية هذه القنابل الحارقة ضد الدبابات السوفيتية مؤكدين استخدامها لتدمير المئات منها.
إلى ذلك، سجلت تسمية كوكتيل مولوتوف ظهورها خلال الحرب السوفيتية الفنلندية، المعروفة أيضاً بحرب الشتاء، التي اندلعت أواخر نوفمبر 1939. وقد أطلق هذا الاسم حينها على هذه الزجاجة الحارقة نسبة لوزير خارجية الاتحاد السوفيتي فياتشيسلاف مولوتوف (Vyacheslav Molotov) المصنف كأحد أبرز مهندسي اتفاقية مولوف ريبنتروب (Molotov–Ribbentrop Pact) الموقعة بين الاتحاد السوفيتي وألمانيا خلال أغسطس 1939.
فأثناء حرب الشتاء، قدم وزير الخارجية السوفيتي فياتشيسلاف مولوتوف تصريحاً لإذاعة الراديو الرسمية السوفيتية نفى من خلاله قيام الطائرات السوفيتية بقصف المدن الفنلندية، وتحدث عن إلقائها للمواد الغذائية للمواطنين الفنلنديين بدلاً من القنابل.
وقد أثار هذا التصريح موجة من السخرية في وسائل الإعلام العالمية. وكرد على وزير خارجية الاتحاد السوفيتي، أطلق الفنلنديون اسم سلة خبز مولوتوف على القنابل السوفيتية من نوع RRAB-3 التي ألقيت على مدنهم، كما اتجهوا لتلقيب القنابل الحارقة التي استخدموها لتدمير الدبابات السوفيتية بكوكتيل مولوتوف نسبة لوزير خارجية الاتحاد السوفيتي فياتشيسلاف مولوتوف.
وللسخرية من التصريحات السوفيتية، تحدث الفنلنديون عن استخدامهم لكوكتيل مولوتوف لمساعدتهم على هضم الطعام الذي ألقته الطائرات السوفيتية على مدنهم. وفي خضم حرب الشتاء التي استمرت لما يقرب من 3 أشهر وأسبوع، أنتج الفنلنديون ما يزيد عن 450 ألف كوكتيل مولوتوف لمواجهة تقدم الدبابات السوفيتية.