تبحث عن الاختلاف دوما، وهو ما شهده الجمهور في الأدوار التي قدمتها طوال ما يزيد عن 100 فيلم طوال مشوارها الفني. تأقلمت مع كل الأدوار التي لعبتها، حيث تلقي خلف ظهرها مقاييس العمر، وتتغلب عليه بشكل يصعب توقعه. وأصبحت الأكثر تواجدا بين نساء جيلها في السينما. فخلال الـ 10 سنوات الأخيرة، قدمت النجمة إلهام شاهين العديد من الأدوار، في معظمها جسدت أحوالا مختلفة للمرأة في مجتمعها، بتمعن وجرأة. وليست فقط الجرأة في أدوارها بل واختياراتها سواء على شاشة السينما أو التليفزيون، والذي تزوره من وقت لآخر كضيف خفيف ولكن بعمل مميز.
وفي حوارها مع “العربية.نت”، كشفت عن عملها الجديد مع المخرجة كاملة أبو ذكري بعد “يوم للستات”، وأيضا عن فوز فيلمها “حظر تجول” بـ 12 جائزة دفعة واحدة في “مهرجان جمعية الفيلم”، كما كشفت عن كواليس ذلك الفيلم الذي ما زال يحصد الجوائز برغم من مرور ما يزيد عن عامين من عرضه.
*تمكن فيلمك الأخير “حظر تجول” من حصد العديد من الجوائز، وكان آخرها من “مهرجان جمعية الفيلم”، حيث نال 12 جائزة دفعة واحدة.. فما تعليقك؟
**سعيدة بحصول الفيلم على كل هذه الجوائز من مهرجان بحجم “جمعية الفيلم”، وهي المرة الأولى التي يحصل فيها فيلم على كل هذه الجوائز دفعة واحدة. فكان شيئا جميلا أن يَتِمّ تكريمي في “مهرجان جمعية الفيلم”، وأن أحصل على جائزة “أحسن ممثلة” فهذا شيء مميز جداً وأن أحصد أيضا هذه الجوائز، وأتذكر أن فيلماً مثل (1 – صفر) على مستوى المهرجانات في ثلاث سنوات حصد نحو 50 جائزة.. فأنا أفلامي الحمد لله تحصد الجوائز وحقيقة لم يَعد في بيتي مكان يَتّسِع لهذه الجوائز التي حَصدتها على مدار سَنَوَات مِشواري الفني، واليوم نَحصد 12 جائزة عن الفيلم الذي شاركت في إنتاجه أيضا.
*هل أضاف هذا الفيلم إلى تاريخك الفني؟
**بالتأكيد قدم إضافة كبيرة جدا، وسعيدة جدا بهذا الفيلم، أولا ستجد في الفيلم موضوعات لم يتطرق لها أحد قبلك، وهو أجمل ما في الموضوع. فلم تقدم أي دولة في العالم أي شيء عن “زنا المحارم”، فأنت هنا تقدم فكرة جديدة وفي نفس الوقت مهمة، وهي قضية وكارثة بالمجتمع، ولم يجرؤ أن يتحدث عنها أحد. ليس فقط في السينما، بل أيضا لم تناقش من قبل في برنامج أو مقال، فلم يجرؤ أحد أن يتكلم في مثل تلك الموضوعات.
وفي نفس الوقت قدمنا رسالة مهمة جدا للمجتمع، وهذا شيء عظيم وفرحت جدا عندما قرأت الدور، لأنه مهم وشاق، ويجب أن نتحدث عنه، ويجب أن تكون هناك عقوبات رادعة لهذه التصرفات، ويجب أن تعيش بناتنا على عدم الكسوف إذا حدث لهم ما حدث في مثل تلك القضية، وهذا دفاع عن مجتمع بأكمله، وهو عمل مهم له رسالة قيمة ودور مهم وصعب لي أيضا كممثلة.
*اختلفت أدوارك في الأعمال الأخيرة فما السر؟
**سابقًا، كان اختيار الأدوار أسهل بكثير؛ أقبل بأي دور لم أؤده قبلًا، لكن حاليا الاختيار صعب. يجب أن أقدم ليس فقط الجديد، بل المختلف والمميز.
لذلك حدث هذا الاختلاف النوعي في اختياري للأدوار. ففي شبابي مثلا كان لدي شغف لم يعد كما الآن، ومع ذلك، كان لدي حلم بتقديم شخصية “حتشبسوت” ولكن بالطبع، تكلفة إنتاج الأعمال التاريخية باهظة، وبالتالي دفن حلمي بتجسيد أي شخصية تاريخية.
*منذ فترة تم الإعلان عن عودتك للدراما مرة أخرى، وتحديدا للعمل مع كاملة أبو ذكري من خلال مسلسل “بطلوع الروح”، فما الجديد حتى الآن كخطوات تنفيذ؟
**أسافر قريباً لبدء تصوير مسلسل “بطلوع الروح” مع المخرجة كاملة أبو ذكري، وهو من تأليف محمد هشام عبية، ويشارك في بطولة المسلسل مجموعة كبيرة من الأبطال في الوطن العربي، فمن مصر يشارك 4 أبطال هم أنا ومنة شلبي وأحمد السعدني ومحمد حاتم، ويشارك معي نجوم من سوريا وكذلك لبنان، وتونس والعراق، ومن بولندا وأيرلندا وغيرها. فهو مسلسل به جنسيات متعددة وكثيرة.
*تعودين للتعاون مع كاملة أبو ذكري بعد ما يقرب من 7 سنوات من خلال هذا العمل.. فحدثينا عن التجربة
**بالفعل لقد كان آخر عمل قدمناه معا فيلم “يوم للستات” عام 2016، وعندما عرضت علي المشاركة في المسلسل، وعرضت علي السيناريو، أعجبت بقصة المسلسل والدور الذي سأقدمه، فهو دور صعب، ولم يقدم من قبل فى الدراما المصرية أو العالمية. وقد انتهينا من كتابة السيناريو كاملا، وقمنا بالعديد من البروفات والتجهيزات للعمل خلال الفترة الماضية، وأنا سعيدة بكل فريق العمل سواء من النجوم الشباب أو بتكرار التعاون مع كاملة التي قدمت معها فيلمين من أهم أفلامي هما “واحد صفر” و”يوم للستات”. وهو من الأعمال التي تقدم خلال 15 حلقة في إطار اجتماعي، ويناقش موضوعا مهما وهو تجربة مختلفة عما قدمته من قبل. لكن لا أحب الحديث عن تفاصيله ولا عن الشخصية التي سأجسدها في الأحداث لأعطي الفرصة للمشاهد أن يكتشفها بنفسه وقت العرض.
*وهل أنت مع فكرة المسلسلات ذات عدد الحلقات القليل من 10 إلى 15 حلقة أم مع العدد الأكبر؟
**لابد أن يكون عدد الحلقات بناء على أحداث العمل، فبوصول فكرة المسلسل لابد أن تنتهي الحلقات بدون مط وتطويل وحشو ويكون خيال المؤلف هو المتحكم فى هذا العدد فقط دون ضغوط إنتاجية أو موعد عرض.
*هل أصبحت الأعمال الدرامية هي البديل لأفلام السينما؟
**أنا مع فكرة عمل أفلام سينمائية، وعدم استبدالها بالأعمال الدرامية، وعدم الاكتفاء أو الاعتماد على المسلسلات، لأن السينما لها سحر خاص، حتى وإن تم عرضها من خلال المنصات، فمن وجهة نظري فإن فكرة عرض الأعمال السينمائية على المنصات الإلكترونية شيء في صالح السينما وليس ضدها، أيضًا هناك أفلام فى دور العرض السينمائي، الجميع ينتظر عرضها على القنوات التليفزيونية. ففكرة تواجد الأعمال السينمائية فى التليفزيون بشكل مستمر يعمل على زيادة نسبة مشاهدة تلك الأعمال.
*وماذا عن فيلمك الجديد “بنات صبرة”؟
**الفيلم يناقش ويحارب الفكر الجاهل، حيث يسلط الضوء على العديد من المشاكل غاية في الأهمية، والقضايا التي تعاني منها المرأة المصرية، منها ختان الإناث، وزواج القاصرات. كما يُسَلِّط الضوء على الظلم الوَاقع على الفتيات الصغيرات لأنهن لسن صاحبات قرار، حيث يأتي شخص آخر يقرِر عنهن ويتخذ نفس الظلم الذي تم وقوعه على الأم مثلا أو الأخت أو الجدة. ومع الأسف يمارس نفس الظلم على بناته سواء الأمهات أو الآباء. وبالتالي في الفيلم نهدف إلى توعية الأمهات بخطورة ما يفعلنه في حق بناتهن، من تجريم لختان الإناث ومسؤولية الآباء عن هذا الفعل المشين.
فأنا مهمومة بقضايا كثيرة، وأتمنى أن يفهم الناس الدين والقانون بشكل صحيح. فقد حملت على عاتقي الدفاع عن كل مشاكل وقضايا المرأة من جميع الأعمار، وأنا اليوم في الفيلم أدافع عن البنات الصغيرات وحقّهن في الحياة.
ويشاركني في الفيلم مجموعة كبيرة من النجوم منهم هالة صدقي، ووفاء عامر، وبشرى، وباسم سمرة، وأحمد وفيق وغيرهم، كما أشارك في الإنتاج مع جهات إنتاجية أخرى، وسنبدأ تصويره بعد عيد الفطر إن شاء الله.