بعد اشتعال أحد مراكز التدريب فيها بوقت سابق اليوم الجمعة إثر تعرضها لقصف روسي، سلطت الأضواء على أهمية محطة زابوريجيا الواقعة وسط أوكرانيا، خصوصاً أنها أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا وثاني منشأة بعد تشيرنوبل.
فالمحطة مملوكة ومدارة من قبل شركة توليد الطاقة النووية الوطنية الأوكرانية. وهي واحدة من أربع محطات نووية عاملة في البلاد وتولد ما يصل إلى 42 مليار كيلوواط/ساعة من الكهرباء، ما يمثل حوالي 40% من إجمالي الكهرباء المولدة من جميع محطات الطاقة النووية الأوكرانية وخُمس إنتاج الكهرباء السنوي، بحسب ما أفاد موقع “Power Technology”.
فقد بدأن عملها منذ عام 1984، وأنتجت أكثر من 1.23 تريليون كيلوواط/ساعة من الكهرباء اعتباراً من ديسمبر 2021.
كما تتكون من ست وحدات مفاعلات الماء المضغوط (PWR) التي اشتغلت بين عامي 1984 و1995، بسعة كهربائية إجمالية تبلغ 1000 ميغاوات لكل منها.
ويعود تاريخ إنشاء المحطة إلى قرار مجلس وزراء اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية لبناء سلسلة من محطات الطاقة النووية في عام 1978 بعد أن بدأت الوحدة الأولى من محطة تشيرنوبل عملياتها.
إلى ذلك، تمت الموافقة على التصميم الفني للمرحلة الأولى، والذي يتكون من أربع وحدات بسعة مجمعة 4000 ميغاوات، في عام 1980، وشغلت الوحدة الأولى في عام 1984.
وتم تشغيل الوحدات الثانية والثالثة والرابعة في 1985 و1986 و1987 على التوالي.
في الوقت نفسه، اقترحت المرحلة الثانية، التي تشمل وحدتي طاقة إضافيتين مع مفاعلات مماثلة، في عام 1988، وشغلت الوحدة الخامسة في عام 1989.
ودفعت كارثة تشيرنوبل النووية المجلس الأعلى لأوكرانيا إلى إصدار أمر بوقف بناء وحدات طاقة نووية جديدة في أوكرانيا عام 1990، ما أدى إلى تعليق أعمال البناء في الوحدة 6.
لكن الشتاء القارس وزيادة الطلب على الكهرباء أدى إلى رفع الوقف، ما مهد الطريق لبناء الوحدة 6.
وأخيراً وصّلت الوحدة بالشبكة الكهربائية في عام 1995، لتصبح أول وحدة مفاعل نووي في أوكرانيا المستقلة.
في الأثناء، صنعت مفاعلات VVER-1000 بواسطة شركة الهندسة الثقيلة الروسية Izhorskiye Zavody.
وزودت محطة خاركيف للتوربينات، التي تسمى الآن Turboatom، بتوربينات بخارية تبلغ 1000 ميغاوات.
كما قامت شركة الهندسة الروسية AtomEnergoproekt بتصميم زابوريجيا، حيث قامت Atomenergomash بتزويد الفوهات العلوية والسفلية لمجموعات وقود Westinghouse.
يشار إلى أن السلطات الأوكرانية أعلنت أنها تمكنت من إرسال فرق إطفاء إلى محطة زابوريجيا، مطمئنة إلى أن السلامة النووية لهذا الموقع باتت “مضمونة”.
في حين دعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى وقف استخدام القوة قرب المحطة، محذّرة من “خطر جسيم” إذا ما أصيبت مفاعلاتها.