قال رئيس مجلس إدارة أرامكو السعودية ياسر بن عثمان الرميان، إن المكانة التي تحظى بها الاستدامة في هرم أولويات أرامكو السعودية، حافز قوي للشركة لتأمين مستقبل مرن وأكثر استدامة، يعتمد الطاقة الأكثر ذكاءً، وابتكار وتطوير التقنيات لوضع الحلول الفعّالة والناجحة للتصدّي لتحديات الطاقة والمناخ على الصعيد العالمي.
وأضاف في تصريح له على هامش المؤتمر الدولي لتقنية البترول لعام 2022، أن أرامكو السعودية تدرك حجم التحدّيات، وإنها مستمرة في دورها الذي تضطلع به ولا يمكن الاستغناء عنه في تأمين حاجة العالم من الطاقة، في الوقت ذاته الذي تنفذ فيه مجموعة مبادرات عظيمة الأثر لتقليل الأثر البيئي على كوكبنا.
وأوضح أن ذلك دفع إلى الالتزام بمناهج صارمة في جميع أعمال الشركة، وإطلاق مبادرات متعددة في مجالات الاقتصاد الدائري للكربون، وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة، للمساعدة في التصدّي لتحدي الانبعاثات على مستوى العالم، وبما يحقق نموًا اقتصاديًا عالميًا مستدامًا ويعود بالنفع على المجتمعات، نقلاً عن وكالة الأنباء السعودية “واس”.
وأشار الرميان إلى أن المؤتمر الدولي لتقنيات البترول، الذي يرعاه ولي العهد، وتستضيفه أرامكو السعودية، خير برهانٍ على ريادتها، إذ يشكِّلُ المؤتمر فرصة مثالية لتعزيز التعاون والبحث عن حلول لتحديات الطاقة العالمية على المدى البعيد، ونموذجًا لمستوى تعاون أرامكو السعودية مع قادة الأعمال على الصعيدين الإقليمي والعالمي، والمؤسسات الدولية، والهيئات الحكومية، والجهات المعنية، للسعي معًا لإيجاد حلول أكثر استدامة للطاقة من خلال القيادة الإيجابية وتشارك الخبرات.
وبين أن “تميزنا بامتلاك منصة ذات أسس قوية نتمكّن من خلالها من الإسهام في قطاع الطاقة عالميًا، هو ما حفّزنا لتبنّي تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، والتقنية المستقبلية التي تدعم أكبر حقول النفط الذكية في العالم، وتساعد في رفع مستوى الكفاءة، ومحاولة التقليل من الانبعاثات الناجمة عن أعمال الشركة”.
وأشار رئيس مجلس إدارة أرامكو السعودية إلى أن أرامكو استطاعت مواصلة ابتكار واستكشاف حلول فعّالة لإدارة الكربون لتقليل الأثر البيئي لأعمالها وتقليص كثافة الانبعاثات الكربونية الناتجة عن أعمال قطاع التنقيب والإنتاج في الشركة، حتى أصبحت بين أقل مستويات كثافة الانبعاثات الكربونية الناتجة عن أعمال قطاع التنقيب والإنتاج على مستوى قطاع الطاقة، كما برهنت على مرونتها المالية وموثوقيتها التشغيلية، لتسجِّلَ أعمالُها رقمًا قياسيًا، وهي في غضون ذلك تتخذ الإجراءات اللازمة للمحافظة على صحة وسلامة موظفيها.
وأفاد أن الشركة تتمتّع بمرونة عالية، حيث يُعد معدل الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة في أرامكو السعودية من بين الأعلى في قطاع الطاقة، وبنسبة موثوقية تتخطى 99%، ويمثّل درعًا أساسيا ضد تقلبات السوق، ليس للمملكة فحسب، بل للاقتصاد العالمي.
وأكد عمل أرامكو السعودية على رسم مستقبل أكثر استدامة من خلال تطوير تقنيات تسعى لتحقيق نتائج تمكّنها من تغيير المشهد الحالي على صعيد الحد من الانبعاثات الناجمة عن إنتاج مصادر الطاقة الهيدروكربونية واستخدامها، لا سيّما في حال تطبيقها على نطاق عالمي، لافتًا إلى أن أرامكو السعودية تركّز جهودها على تمكين المجتمعات والأفراد وضمان استدامة الأعمال وتطوير منظومة تجارية من خلال إطلاق ودعم مبادرات رائدة في قطاع الطاقة مثل “اكتفاء”، و “نماءات أرامكو”، التي تشكّل جميعها جزءًا لا يتجزأ من رؤيتها طويلة الأجل لتطوير قطاع طاقة قادر على المنافسة عالميًا.