اختتم المصمم جيورجيو أرماني فعاليات أسبوع ميلانو للموضة بعرض صامت، إذ قرّر الاستغناء عن أي موسيقى مرافقة لمرور عارضاته كعلامة احترام لكلّ الذين يعانون في أوكرانيا نتيجة العدوان الروسي الذي تشهده البلاد.
وكانت الأحداث الأليمة التي شهدتها أوكرانيا قد أرخت بثقلها على أجواء العديد من المدن الأوروبيّة ومنها ميلانو التي شهدت تظاهرات داعمة للمقاومة الأوكرانيّة. أما فيما يتعلّق بالمصمم جيورجيو أرماني، فالمعروف عنه تفاعله مع ما يحدث في العالم، فجميعنا يتذكر أنه كان أول مصمم يلغي عرضه عام 2020 خلال أسبوع ميلانو مع تفشّي جائحة كورونا.
وهو في عرضه الأخير أراد أن يقول إنه لا وقت للاحتفال عبر الأجواء الصامتة التي خيّمت على عرضه تعبيراً عن قساوة الواقع الذي يعيشه المتضررون من الحرب التي تشّنها القوات الروسيّة على أوكرانيا.
افتُتح العرض بتسجيل صوتي للمصمم جيورجيو أرماني تحدّث فيه بالإنجليزيّة قائلاً: “قراري بعدم استخدام أي موسيقى مرافقة للعرض كان علامة احترام للناس المتأثرين بالمأساة الحاصلة”. وهذا ما يجعل من السيد أرماني أول مصمم يستخدم عرضه لشجب الفظائع التي يتعرض لها الشعب الأوكراني.
وقد يعود هذا التعاطف الذي أراد السيد أرماني التعبير عنه إلى أنه ولد في العام 1934 وكان يبلغ من العمر 11 عاماً لدى انتهاء الحرب العالميّة الثانية، مما يعني أنه يتذكّر الآثار المدمّرة للحرب على الأراضي الأوروبيّة وما يشعر به اليوم من تعاطف ناتج عن اختباره لتأثير الحرب على النفوس والشعوب.
حملت مجموعة Giorgio Armani للخريف والشتاء المقبلين عنوان “علامات الضوء”. وهي تضمّنت حوالي 85 إطلالة نسائيّة ورجاليّة عاد من خلالها مؤسس الدار السيد أرماني إلى الرموز التي لطالما حدّدت أسلوبه من انسيابيّة في الخامات ودقّة في الخطوط بالإضافة إلى الاهتمام بالتفاصيل. أما اهتمام المصمم بطابع “الآرت ديكو” فقد تجلّى في تصميم ديكور مكان العرض الذي تزيّن بالحسّ الهندسي البارز والأضواء الفضيّة.
هذه العناصر تجلّت أيضاً في تصاميم الأزياء التي تميّزت بقصّاتها الواضحة واعتماد المخمل كخامة أساسيّة بالنسبة للأزياء النسائيّة والرجاليّة، مع الحفاظ على لوحة لونيّة غنيّة تراوحت بين الأزرق العميق والرمادي الكثيف وصولاً إلى الأسود. تعرفوا على بعض إطلالات مجموعة Giorgio Armani للخريف والشتاء المقبلين فيما يلي.