للفن أشكال عديدة يتصف بها ولا يختزل في صفة واحدة.. لكن قد يكون غالبا النمط الحقيقي الذي يطلق عليه صفة «الفن» حينما تلتقي البراعة والاتقان مع الانسجام عند إيصال فهمه بوضوح.

ربما تعجب في لوحة رسمت بطريقة إبداعية واستطعت فهم مضمونها في جزئية توافقت مع قناعتك وذوقك، كذلك الحال ينطبق على مشاهدة أي عمل تلفزيوني أو مقطع «فيديو» يتضمن محتوى مقدم بإتقان روعي فيه عناصر متسلسلة أدت إلى فهم المضمون بأيسر الطريق.

إذن مضمون «الفن» لا يقف عند شكل واحد، أي أن التسمية القديمة كانت خاطئة والتي تقول بأن «الفن» هو الغناء فقط، علما ً بأن الغناء أحد أشكاله، فحينما تسمع إلى قصيدة نظمت بإتقان وألقيت ببراعة وتم تقديمها بصوت جميل مع أداء رائع هنا أكتملت عناصر الفن ويطلق عليه «فن» حقيقي.

الفن يحاصرنا من كل اتجاه في حياتنا، فقد تجده مثلا في صفوف وطوابير اصطفت بشكل جميل أو في شكل بنيان مرصوص ومنتظمة بشكل هندسي ومعماري في طراز فاخر، أو في قطعة موسيقية لحنية تسمعها بشكل عابر ثم تقف عندها متأملا، أو في حركة استعراضية تؤدى من قبل عارض أو راقص، والألعاب الشعبية تعتبر كلها «فن» برقصاتها وألوانها المختلفة لأنها تقوم على أسس وتؤدى بقواعد متفقة ذات نسق واحد مع إتقان وبراعة المؤديين.

حتى في المعادلة التي تقول «الرياضة = فن لأنها ارتبطت بالمهارة والامتاع، كما لو راقبت لعبة ما واستمتعت بأداء لاعبيه أو شاهدت لاعبا مهاريا وعجبك أداءه أكيد سوف تطلق عليه فنان.

كذلك الحال في ما يقدم بمدرجات الملاعب من أهازيج تشجيعية طربية، فهناك أمثلة كثيرة على جمالية ما يتم تقديمه من أعمال غنائية شهيرة أو كلمات شعرية تخص النادي بعينة خاصة عندما تتوافق في الترديد والتناسق الحركي لبث الحماس وخلق أجواء ماتعة تحقق المعادلة الرياضة فن والعكس صحيح.

نقلاً عن “الرياض“