يؤثر ارتفاع درجات الحرارة بشكل متزايد على جودة الحياة في عديد من المناطق حول العالم، مما يضع تحدِّيات جديدة أمام المهندسين المعماريين ومخططي المدن وأنظمة الرعاية الصحية وغيرها.
على هذا الأساس قام الباحثون في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) بتحليل الانزعاج الناجم عن الحرارة الخارجية في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية والمناطق المجاورة للمساعدة في فهم المشكلة ومكافحتها.
درس الفريق التباين والاتجاهات في مقياس يسمَّى “مؤشر الانزعاج الحراري”، المحسوب من سجلات درجات الحرارة والرطوبة التي تم جمعها من 1980 إلى 2018م.
يقيّم هذا المؤشر أثر هذين العاملين في إحداث الإجهاد الحراري وعدم الراحة للسكان.
وعلى الرغم من أن درجات الحرارة تتجاوز 28 درجة مئوية، أي الحد الأدنى للانزعاج البشري، في جميع أشهر الصيف من يونيو إلى سبتمبر في معظم أنحاء المملكة العربية السعودية، جاءت نتائج مؤشر الانزعاج مثيرة للدهشة.
إذ إن معظم المدن في المملكة العربية السعودية سجَّلت تحسناً خلال العشرين عاماً الماضية، لكن الاستثناءات المهمة كانت ينبع ومكة المكرمة والمدينة المنورة والطائف. وبانتظار مزيد من استكشاف أسباب الاختلافات الإقليمية.
كما تبين أن زيادة مستويات الانزعاج الحراري تركزت بشكل أساسي في المناطق المجاورة للخليج العربي، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان وقطر.
ويقول إبراهيم حطيط، رئيس المجموعة البحثية، التي نشرت بحثها في مجلة (GeoHealth 5, 2021) إن النتائج ستساعد السلطات الإقليمية والمهندسين والمعماريين على التخطيط لأكثر التطورات فعالية في البُنية التحتية وتصميم المباني ومؤسسات الرعاية الصحية لتحسين السلامة والراحة في جميع أنحاء المنطقة.
وأضاف: “نخطِّط الآن لتطوير أطلس لأرقام المؤشر مع خرائط المخاطر التي تشير إلى الاتجاهات، من خلال واجهة تحليل وتصوير تفاعلي interactive visualization عبر الإنترنت توفر وصولاً في الوقت الفعلي للمستخدمين غير الخبراء، وأيضاً نظام تنبؤ لمساعدة إدارة الأنشطة (والأعمال) الخارجية المختلفة وتقليل الأعراض المزمنة المتعلقة بالصحة”.
يتوقع الفريق أن تكون مواصلة تطوير هذا البحث مهمة للغاية لدعم عديد من المشروعات الكبيرة التي يجري تطويرها حالياً في المملكة العربية السعودية، بما في ذلك مدينة نيوم ومشروع البحر الأحمر ومشروعات أمالا السياحية الفاخرة.