كان حينها طفلاً ابن 8 سنوات، إلا أن ذاكرته أبت نسيان عام 1988م، ظل محافظاً على بقايا أوجه العابرين، خشية نسيان معلمه الذي تلقى على يديه دروس المعرفة والعلم قبل ثلاثة عقود، ولذا وجّه العماني طلال النوفلي بوصلته نحو مدينة أبها جنوب السعودية، ليلتقي معلمه السعودي.
وشهد تويتر تناقلا واسعا لفيديو التقاء المواطن العماني طلال النوفلي بمعلمه السعودي محمدالهاجري. عناق حار وتحية احترام وتبجيل تبادلاها المعلم والتلميذ بعد 34 عاماً، تغيرت خلالها الملامح وتراكمت السنون على كاهليهما.
في حواره مع “العربية.نت”، قال النوفلي إن علاقته مع أستاذه بدأت في الصف الثاني الابتدائي، آنذاك المعلم السعودي انتدب بسلطنة عمان في ولاية صحار بمدرسة “محمد محبوب الرحيلي”، ويصف تلك الفترة، قائلاً: “علاقته مع جميع الطلاب علاقة الأب المربي والأخ العضيد والصديق الناصح والمخلص الوفي، ولم أنسَ حسن معاملته وحرصه على مصلحة التلاميذ دون تمييز، كما يثني علينا عند الصواب ويصوبنا عند الخطأ وله عبارة يكررها دائماً “قد أعذر من أنذر”.
شرعت رحلة المواطن العماني منذ عام 1997م في البحث عن المدرس، بحسب ما قال فإن زياراته للسعودية استغلها في السؤال والاستفسار، حتى ساعده معلم سابق وحقق مراده بإعطائه وسيلة تواصل مع الهاجري. وفي المكالمة الهاتفية الأولى بينهما استطاع المعلم السعودي التعرف على تلميذه من نبرات صوته.
وكشف المواطن العماني عن مشاعره: “أحاسيسي عند اللقاء تنوعت واعترتني السعادة والفرح، بوصفه لقاء أتى بعد حرارة الشوق وأثلج صدري”.
ويرى أيضاً أن الفيديو تناقلته الأوساط السعودية والعمانية لندرة حدوث الموقف، بسبب طول الغياب وانقطاع التواصل وبعد المسافة.
وأشار في نهاية حديثة إلى أن الوفاء والمحبة والإخاء من صفات العرب، والتواصل بين البشر مهم ويعبر عن المودة.