قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن حرب روسيا غير المبررة على أوكرانيا، أطلقت أزمة إنسانية لها تداعيات هائلة على المنطقة بما فيها جمهورية مولدوفا، منوهًا إلى لجوء 250 ألف أوكراني إلى البلد الأوروبي؛ هربا من الحرب.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي مشترك، مع رئيسة مولدوفا، صباح الأحد، أن أغلب اللاجئين من الأطفال والنساء وأعدادهم في ازدياد، مشددًا على أهمية جهود العالم لاستقبال وحماية الأوكرانيين.
وأشار إلى أنه ناقش بذل ما يمكن لدعم مولدوفا في تقديم المساعدة للأوكرانيين، متابعًا: “طلبنا التصديق على 7 مليارات دولار من الكونغرس كمساعدات طارئة؛ لتلبية احتياجات النازحين واللاجئين الأوكرانيين، والمجتمع الدولي عليه مسؤولية لمساعدة مولدوفا للتعامل مع تداعيات الحرب”.
وذكر أن غزو روسيا لأوكرانيا انتهاك لسيادتها وسلامة أراضيها، وفقًا لميثاق الأمم المتحدة، معقبًا: “الولايات المتحدة تظهر دعمًا قويًا لسيادة وسلامة أراضي كل البلدان، والدول لديها حرية اختيار مستقبلها”.
ولا تزال الولايات المتحدة تجري مناقشات مع بولندا من أجل تعويض أسطولها من الطائرات المقاتلة إذا قررت وارسو نقل طائرات ميغ-29 المستخدمة إلى أوكرانيا، حسب ما قال أربعة مسؤولين أميركيين لصحيفة “بوليتكو” الأميركية”.
وطلب الرئيس فولوديمير زيلينسكي من الكونغرس المساعدة للحصول على أسلحة لتجهيز القوات الأوكرانية مع استمرارها في مقاومة العملية الروسية في بلاده.
وبينما كانت بولندا تدرس إرسال طائراتها الحربية إلى أوكرانيا الأسبوع الماضي، سألت وارسو البيت الأبيض عما إذا كانت إدارة جو بايدن ستضمن أنها ستزودهم بطائرات مقاتلة أميركية لسد الفجوة، ورد البيت الأبيض بالقول إنه سينظر في الأمر.
ولم تعارض إدارة بايدن قيام الحكومة البولندية بمنح كييف طائرات ميغ، مما قد يؤدي إلى تصعيد التوترات بين الناتو وموسكو، لكن بولندا في الوقت الحالي تتمسك بطائراتها المقاتلة. ولا تزال المناقشات بين وارسو وواشنطن جارية على الرغم من أن الترخيص لطائرات مقاتلة بديلة جديدة لبولندا قد يستغرق وقتًا طويلاً.
وصرح متحدث باسم البيت الأبيض لصحيفة “بوليتيكو”: “إننا نعمل مع البولنديين بشأن هذه القضية ونتشاور مع بقية حلفائنا في الناتو”. وتابع: “نحن نعمل أيضًا على القدرات التي يمكن أن نوفرها لردم الفجوة في بولندا إذا قررت نقل الطائرات إلى أوكرانيا”.
وأضاف المتحدث أن البيت الأبيض “لم يعارض بأي شكل من الأشكال نقل بولندا للطائرات إلى أوكرانيا”، مشيرًا إلى مدى صعوبة عملية نقل الطائرات إلى أوكرانيا.
وتعهد المسؤولون الروس بمهاجمة أي قوافل تحمل أسلحة تدخل البلاد.
وتحتفظ العديد من دول أوروبا الشرقية مثل بولندا وبلغاريا وسلوفاكيا بعشرات الطائرات الروسية الصنع، وكانت مترددة في التخلي عن تلك الطائرات دون ضمانات من الولايات المتحدة بأنها يمكن أن تحل محلها.
وتعمل بولندا على تحديث أسطول طائراتها منذ عام 2006، عندما بدأت استخدام طائرات F-16 لأول مرة، وفي عام 2020 وقعت صفقة بقيمة 4.6 مليار دولار لشراء 32 طائرة من طراز F-35، وسيصل أولها في عام 2024، مما يجعل تلك الطائرات الروسية الصنع القديمة قابلة للاستهلاك.
وتعد مسألة إرسال طائرات إلى القتال أكثر تعقيدًا من الجهود التي تبذلها أكثر من 20 دولة أوروبية لإرسال أسلحة دفاعية مضادة للدروع والطائرات إلى أوكرانيا.
وبعد مكالمة زيلينسكي الحماسية مع أعضاء مجلس الشيوخ، يوم السبت، والتي حث خلالها الولايات المتحدة على إرسال طائرات وطائرات بدون طيار وصواريخ “ستينغر” إلى أوكرانيا، وفرض عقوبات نفطية على روسيا، أرسل السيناتور روب بورتمان وجين شاهين خطابًا إلى الرئيس جو بايدن يقدمان فيه دعمهما الكامل لتعويض بولندا بطائرات إف-16 إذا سلموا طائراتهم الروسية، قائلين إنهم سيعملون على ضمان تمويل النقل.
وبدأت الجهود المتكررة والمتقطعة لإدخال طائرات ميغ إلى أوكرانيا في نهاية الأسبوع الماضي، عندما أصدر رئيس الأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إعلانًا مذهلًا بأن العديد من الدول ستشحن قريبًا طائرات مقاتلة إلى الحدود لنقلها إلى القوات المسلحة الأوكرانية.
وأخبر المسؤولون الأوكرانيون صحيفة “بوليتيكو” في ذلك الوقت أن العديد من طياريهم قد وصلوا بالفعل إلى بولندا من أجل التسليم، لكن الصفقة توقفت. ورفضت بلغاريا وسلوفاكيا أيضًا الفكرة، وخرج الطيارون الأوكرانيون خاليي الوفاض.