قبل أربع سنوات كتب الأستاذ خالد العضاض مقالة لجريدة الوطن بعنوان: “التعليم وتطوير المناهج”، تحدث فيها عن واقع تطوير المناهج في السعودية تاريخياً بدءاً من تأسيس مديرية المعارف عام 1924م حتى أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وكيف كان هناك تيار ظل مقاوما لتطوير المناهج.

وقد ختم الأستاذ خالد مقالته بقوله: “من الضرورة بمكان، العمل على تطوير المناهج الدراسية، وتغييرها بما يناسب العصر، ووفقا لمتطلبات المرحلة حضاريا واقتصاديا وسياسيا، في التعليم العام والعالي وفي جميع التخصصات، لتكون ذات محتويات مهنية تعطي مخرجات يحتاجها سوق العمل في القطاعين العام والخاص، خاصة أن مستقبل الوطن، وفقا للرؤية الحلم 2030، يراد له أن يتحول بالتدريج إلى جعل المملكة العربية السعودية مركزا اقتصاديا وماليا عالميا، وتعزيز مكانتها سياسيا على المستوى الإقليمي والعالمي.”

وقد استعرت عنوانه لهذه المقالة مع تغيير في ترتيب كلماته فبدلاً من رؤيته أن التعليم يقود إلى تطوير المناهج، أرى بأن المناهج هي أحد المحركات الأساسية لتطوير التعليم. فمنذ ثلاث سنوات ونصف ووزارة التعليم تتخذ من تطوير المناهج نقطة انطلاق نحو تطوير التعليم، ومن هنا تم إنشاء مركز تطوير المناهج بعد إلغاء وكالة الوزارة للمناهج وبقاء المناهج دون مظلة في الوزارة.

يحظى هذا المركز وملف المناهج بدعم معالي وزير التعليم، حتى تم إجراء ما يقارب مئتي ألف تعديل شاملة كل المناهج في أكبر عملية تصحيح في تاريخ المملكة. جاءت هذه التعديلات شاملة تعزيز الولاء للقيادة الرشيدة، والانتماء للوطن، وتعزيز الوسطية، والتعددية الثقافية، والقيم الوطنية، وتطهير المناهج من الفكر الإخواني، وتأهيل أبنائنا وبناتنا لسوق العمل، وتزويدهم بالخبرات والمهارات اللازمة للمنافسة العالمية، واستيعاب مفردات ومهارات القرن الحادي والعشرين. ولم يتوقف الأمر عند حدود تعديل المحتوى وتطويره، بل أدخلت مناهج عصرية جديدة كالتفكير الناقد الذي أصبح ضرورة لتعزيز القدرات الذهنية عند الطالب.

وفي أقل من أربع سنوات ولله الحمد آتت هذه الإصلاحات مع غيرها من الإصلاحات الكبيرة في نظامنا التعليمي ثمارها ليتوج طلابنا وطالباتنا باثنتين وعشرين جائزة في معرض آيسف الدولي 2022 راسمين وبوضوح ملامح مستقبل المملكة، مما جعل مهندس رؤية المستقبل، رؤية المملكة 2030 -حفظه الله- يقول لهم حين استقبالهم الثلاثاء الماضي: “فخور بما حققتوه، إنجازكم محفز لغيركم”.

وهنا فإن ما طالب به الأستاذ خالد في مقالته قد تحقق وفي فترة وجيزة ولله الحمد، مما جعل مناهجنا وهي بوابة تطوير التعليم تعبر مرحلة “التقدم والمقاومة”، إلى مرحلة “الانطلاق نحو المستقبل” بتوجيهات القيادة الرشيدة، ومتابعة وزارة التعليم، ووعي المجتمع بأن تطوير المناهج هو تطوير التعليم.

نقلا عن “الرياض“