وسط ذروة التوتر الروسي الغربي، وفيما تدخل العملية العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية أسبوعها الثاني، مدشنة اليوم الـ 13 من انطلاقها، طلب رئيس الأركان الأميركي الجنرال مارك ميلي من القوات الأميركية المتمركزة في أوروبا إبداء تصميمها على منع اندلاع “حرب بين قوى عظمى”.
وقال ميلي الذي يجري جولة في أوروبا للتأكيد على عزم بلاده الدفاع عن الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي بمواجهة الهجوم الروسي، للجنود الأميركيين المنتشرين في قاعدة جوية قرب كونستانتسا في جنوب رومانيا “علينا التأكد من قدرتنا على الاستجابة السريعة، وإظهار قوتنا وتصميمنا ودعمنا للحلف لمنع أي عدوان إضافي من الروس ومنع اندلاع حرب بين القوى العظمى”.
كما أضاف “منذ العام 1914، منذ بداية الحرب العالمية الأولى وحتى العام 1945، أي نهاية الحرب العالمية الثانية.. قتل 150 مليون شخص.. لا نريد أن يتكرر ذلك إطلاقا”.
إلى ذلك، أوضح في تصريح لوكالة فرانس برس، اليوم الثلاثاء، أنه من المهم توحيد صف الحلفاء، قائلا “الواضح بالنسبة إلي هو وحدة الصف وتصميم حلف شمال الأطلسي في مواجهة تهديد غير مسبوق وأكبر نزاع على أراض في قارة أوروبا منذ العام 1945”.
يذكر أنه مع انطلاق العملية العسكرية الروسية كما تصفها موسكو على الأراضي الأوكرانية، سارعت دول حلف شمال الأطلسي بقيادة واشنطن إلى نشر آلاف الجنود في الدول الأقرب إلى روسيا وأوكرانيا غير المنضوية في الناتو.
فقد نشر حوالي 15 ألف جندي إضافي في الأسابيع الأخيرة في منطقة على طول 1200 كلم في الدول المجاورة لأوكرانيا وبيلاروسيا، حليفة موسكو، لثني الأخيرة عن التقدم بشكل إضافي.
فيما انتشر 2500 جندي أميركي بالمجموع في دول البلطيق الثلاث (ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا) إضافة إلى 10 آلاف جندي في بولندا و2400 في رومانيا و1500 في سلوفاكيا و350 في بلغاريا و200 في المجر.
وتنشر الولايات المتحدة حاليا حوالي 67 ألف جندي بشكل دائم في أوروبا.
أتت تلك التحركات العسكرية فيما بلغت العلاقة بين الكرملين والغرب، ذروة التوتر والاصطفاف العسكري والسياسي على السواء، بينما حذر العديد من الدبلوماسيين الغربيين من احتمال توسع النزاع، ووصوله حتى إلى ما يشبه الحرب العالمية الثالثة.