على الرغم من سيطرة القوات الروسية على مدينة ماريوبول جنوب شرقي أوكرانيا، لا تزال أنظار العالم متجهة نحوها، لاسيما معمل آزوفستال.
فمصنع الصلب هذا الذي شهد أمس الاثنين عملية إجلاء للمدنيين برعاية أممية، بعد أسابيع من الحصار الروسي، لا يزال يضم تحت أقبيته الضخمة مئات المدنيين.
فقد أكد رئيس بلدية ماريوبول فاديم بويتشينكو، اليوم الثلاثاء، أن أكثر من 200 مدني لا يزالون يتحصنون مع مقاتلين في مصنع الصلب المترامي الأطراف.وقال إن حوالي مئة ألف مدني في المجمل ما زالوا داخل المدينة الساحلية المطلة على بحلار آزوف، بحسب ما نقلت رويترز.
كما اتهم القوات الروسية بمنع إجلاء المدنيين إلى مدينة زابوريجيا.
وكان وزير الخارجية الأوكراني ديميترو كوليبا أكد أمس أن الوضع في المدينة الاستراتيجية “هش للغاية”، محذرا من أن ترتيبات الإجلاء يمكن أن تنهار في أي لحظة.
كما أضاف في مؤتمر صحافي مع نظيره الدنماركي جيبي كوفود أن بلاده ستعمل بلا كلل لضمان إنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح في ماريوبول.
كذلك أشاد بالجهود التي تبذلها الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر للمساهمة في نجاح عمليات الإجلاء.
يذكر أن مصنع آزوفستال الضخم كانت تحول إلى آخر القلاع “المقاومة” في المدينة، حيث تحصن فيه آلاف المقاتلين والمدنيين على السواء، بحسب كما أعلنت السلطات الأوكرانية.
إلا أن الروس أعلنوا خلال الأيام الماضية، بعد إطباق حصارهم على المعمل الشهير، وقفاً لإطلاق النار، بهدف خروج المدنيين، والمقاتلين على السواء شرط استسلامهم.
إلا أن الطرفين عادا وتبادلا الاتهامات بخرق الهدنة، وعدم السماح بإجلاء المدنيين، قبل أن تثمر جهود الأمم المتحدة والصليب الأحمر أمس إلى إخراج المزيد من المدنيين.
ومنذ انطلاق العملية العسكرية الروسية على أراضي الجارة الغربية، في 24 فبراير الماضي، شكلت ماريوبول المطلة على بحر آزوف هدفا استراتيجيا لموسكو، كون السيطرة عليها ستفتح ممرا برياً لتنقل القوات الروسية بين الشرق الأوكراني وشبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو لأراضيها عام 2014.