قال الرئيس التنفيذي للشركة العربية السعودية للاستثمارات الصناعية “دسر”، الدكتور رائد بن ناصر الريس، إن شركة دسر هي إحدى مبادرات الكيانات الكبرى في السعودية المتمثلة في صندوق الاستثمارات العامة، وشركتي أرامكو وسابك لتوطين الصناعة في المملكة ورفع مستوى المحتوى المحلي.

أعلنت “دسر” عن توقيع 4 اتفاقيات مع شركاء دوليين، تتضمن إنشاء مصنع للأنابيب الفولاذية، ومصنع للحافلات الكهربائية الهيدروجينية والتقليدية، ومركز للابتكار والتصنيع للطباعة الثلاثية، إلى جانب مصنع لإنتاج المواد الكيميائية بالتعاون مع بيكر هيوز.

وقال الدكتور رائد الريس، في مقابلة مع “العربية”، اليوم الأربعاء، إن الاتفاقية الأولى تمكنت “دسر” من إغلاقها مع شركة سيا تشانغوون الكورية، المالكة لتقنيات عالية وسمعة جيدة في الأسواق بإنتاج الأنابيب الفولاذية لإنشاء مصنع في السعودية بطاقة إنتاجية 19 ألف طن سنويا بأحجام أنابيب تتراوح من 3 إلى 10 إنشات، وتتميز بقدرتها على تحمل الضغط العالي ومقاومة الصدأ وعمر افتراضي أطول.

وأضاف أن المستهدف من هذا الاستثمار تأمين الإمدادات للأسواق المحلية وخفض واردات هذا النوع من الأنابيب وخدمة قطاعات النفط والغاز والمياه، متوقعاً التشغيل التجاري في الربع الثالث من 2024.

وتمثلت الاتفاقية المشتركة الأولى مع شركة سيا تشانغوون الكورية، لإنشاء أول مصنع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مدينة الملك سلمان للطاقة (سبارك) لصناعة أنابيب فولاذية مقاومة للصدأ (ستانلس ستيل) غير الملحومة.

ويقدّر حجم الاستثمار الإجمالي لهذا المشروع بمليار ريال (270 مليون دولار)، وستضخ شركتا “سيا” و”دسر” ما يصل إلى 525 مليون ريال (140 مليون دولار) بنسبة 51% و49% على التوالي، في حين سيتم تمويل باقي المبلغ من قبل صندوق التنمية الصناعية السعودي.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة “دسر”، إن اتفاقية إنشاء مصنع للحافلات في السعودية هو ثمرة تعاون بين القطاعات الحكومية والمستثمرين في السعودية ضمن بيئة محفزة على الكثير من الاستثمارات نتيجة رؤية المملكة 2030 التي أزالت التحديات.

وأضاف أن المصنع بطاقة استيعابية 3 حافلات سعودية، وهو الأول من نوعه في السعودية، ويستهدف جميع أنواع المحركات سواء تقنيات الهيدروجين والاحتراق الداخلي والمحركات الكهربائية، وسيكون المصنع جاهزاً للاستجابة للطلبات ويتوافق مع رؤية المملكة بالتوجه للتقنيات الصديقة للبيئة ويخدم خدمات قطاعات التعليم والحج والعمرة والسياحة والنقل وغيرها من القطاعات.

وأوضح أنه من المستهدف تشغيله في الربع الرابع من 2024.

وينشأ المصنع بالشراكة مع كل من شركة تطوير لخدمات النقل وشركة سي إتش تي سي (CHTC KINWIN) الصينية، في مدينة جدة.

وقال الدكتور رائد الريس، إن الاتفاقية الثالثة جاءت مع شركة ثري دي سيستمز الأميركية (3D Systems)، المدرجة في سوق الأسهم، لتوفير حلول هندسية للطباعة ثلاثية الأبعاد والطباعة عند الطلب لخدمة القطاعات الرئيسة، مثل القطاعات الصناعية والطبية والمجالات الدفاعية.

وأضاف أن المشروع قائم على أسس تجارية للطباعة وشركة مدرجة في سوق الأوراق المالية، وهي من الرواد في التقنيات ثلاثية الأبعاد، ونستهدف من الشراكة معها نقل التقنية الحديثة لتكون ممكنة لكثير من فرص التوطين للعديد من المنتجات في قطاعات مختلفة.

وقال إن المشروع سيبدأ التشغيل التجاري هذا العام.

وعن الاتفاقية الرابعة، قال الرئيس التنفيذي، إنها مع شركة “بيكر هيوز” الأميركية (Baker Hughes)، لتوطين صناعة كيماويات حقول النفط، لا سيما أن الكثير من تلك المواد يجري تصديرها ثم نعيد استيرادها مرة أخرى، ولذلك يستهدف المصنع تعظيم القيمة المضافة والاستفادة منها محلياً، وتأمين الإمدادات.

وأضاف أن المصنع يستهدف إنتاج أكثر من 100 مادة كيماوية مختلفة لكل القطاعات في النفط والمياه.

تبلغ الطاقة الإنتاجية للمنشأة 30 ألف طن متري سنويا لإنتاج المواد الكيمائية المستخدمة في عمليات تصنيع النفط المستخرج ومعالجة المياه، حيث سيكون المشروع أحد أول المشاريع في المملكة التي ستقدم تقنية التفاعل الكيميائي.