بينما تتجه أنظار العالم بأسره هذه الأيام إلى المفاوضات بين الروس والأوكران على وقع العملية العسكرية الروسية التي دخلت يومها التاسع عشر، أعلن رئيس الوفد الروسي المفاوض مع أوكرانيا فلاديمير ميدينسكي اليوم الاثنين، أن المفاوضات بين الجانبين ستستمر يوميا عبر الفيديو دون أي عطلات.
وقال “هذا الشكل (للمفاوضات) يوفر الكثير من الجهد. نقوم بكل ما في وسعنا لضمان تنفيذ المهام المحددة من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولصالح مستقبل سلمي لروسيا، وفق ما نقلته وكالة “إنترفاكس” للأنباء.
كما أشارت الوكالة إلى أن ميدينسكي نشر صورا حديثة من تلك المفاوضات على قناته في تليغرام، وذكرت أن الصور تظهر الوفدين الروسي والأوكراني بكامل أعضائهما وهما يتحدثان عبر تقنية الفيديو.
جاء ذلك، بعدما أعلن رئيس الوفد المفاوض عن كييف ومساعد الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولياك، تأجيل جلسة اليوم حتى يوم غد.
وأضاف في تغريدات عبر تويتر، أن مهلة فنية أعطيت للوفود حتى يوم غد من أجل إجراء مزيد من المباحثات الفردية.
جاء ذلك بعدما انطلقت اليوم الاثنين الجولة الرابعة من المحادثات بين الجانبين الأوكراني والروسي عبر الفيديو، كشف فيها بودولياك أن التواصل بين الجانبين صعب لكنه مستمر.
وغرد بصورة تظهر الجانب الأوكراني جالسا في غرفة وأمام شاشة كبيرة للحوار مع الوفد الروسي.
كما شدد على أن موقف بلاده لم يتغير، موضحا أن المفاوضين سيناقشون وقف إطلاق النار الشامل، وانسحاب القوات الروسية، فضلا عن الضمانات الأمنية.
يذكر أن ثلاث جلسات من المحادثات كانت عقدت سابقا على مستوى الوفود، الأولى على الحدود الأوكرانية البيلاروسية، والجلستان التاليتان على الحدود البولندية البيلاروسية.
وأفضت تلك الجولات حتى الساعة إلى وقف إطلاق مؤقت للنار في عدة مدن كبرى من ضمنها كييف، بغية إجلاء المدنيين العالقين، إلا أن تلك الهدنة المتقطعة شهدت انتهاكات عدة، فيما تقاذف الطرفان تحميل المسؤوليات.
لكن كييف ودول الغرب الداعمة لها تعول على أن تفضي جولات الحوار هذه إلى هدنة دائمة، توصل لاحقا إلى حل يرسي السلام بين الطرفين.
علما أن الكرملين شدد أكثر من مرة على أنه لن يتراجع عن تحقيق أهداف العملية العسكرية التي أطلقها في 24 فبراير، والمتمثلة بتجريد كييف من سلاحها النوعي، الذي تعتبره موسكو مهددا لأمنها، ووقف توسع حلف الناتو في الشرق الأوروبي، فضلا عن وقف المساعي الأوكرانية للانضمام إليه أيضا، ما يدفع العديد من المراقبين إلى عدم التأمل بالتوصل سريعا إلى توافق بين البلدين.