منذ سبعين عاماً، لا تزال سيدة سعودية تحيك بأناملها “الطواقي” بأشكال ومقاسات مختلفة، تجمع ما بين جودتها في حياكة خيوطها وزخرفتها على حسب رغبة زبائنها، الذين يرتادون محلها في القرية التراثية بمدينة جيزان.
وتحدثت مريم فرساني عن حياكة الطواقي لـ”العربية.نت”: بدأت العمل في سوق الجملة والبسطات الأرضية، حيث كانت البنات يجلسن ليعملن فيها منذ سبعين عاماً، والبنت التي لا تجيد الحياكة تقوم إحدى البنات الأخريات بتعليمها وتدريبها، بل وتسيخ أدوات الحياكة ووضعها في يد المتدربة وهي حارة حتى تتعلم على هذه المهنة وتجيدها، وهذا الذي لا تقدر عليه الفتيات في هذا الزمن، والقيام به لصعوبته وعدم مقدرتهن على تحمل هذا العمل الذي يستغرق أياما من أجل صناعة طاقية واحدة فقط.
وأبانت مريم بأنها ترغب بتعليم البنات هذه المهنة، ولكنهن لا يستطعن ذلك ولا يملكن الصبر في إنهاء عملها في حياكة الطاقية، عكس الزمن الذي تعلمت هي فيه، حيث كانت الأم تحضر ابنتها حتى تتعلم، ولو تعرضت للضرب أو الحرق من أدوات الحياكة التي يتم تسخينها، مضيفة أنها تعلمت عند أهل زوجها وهم من قاموا بتعليمها وهذه المهنة تسمى بـ”الحواكة” وهي حياكة بالخيوط.
ويستغرق منها في الفترة الحالية 15 يوماً لحياكة طاقية واحدة، وذلك لكبر سنها ولوجودها لفترات في محلها بالقرية التراثية، بينما كانت تحيك الطاقية في شبابها في 8 أيام وإذا اجتهدت لا يتجاوز مدة حياكتها ما بين ثلاثة وأربعة أيام فقط.
وختمت حديثها: “جميع الفتيات اللاتي حولي رفضن التدرب على حياكة الطواقي، حتى بناتي، وذلك لصعوبة العمل عليها حيث يستغرق الأمر ساعات طويلة لأيام عديدة”.