تصاعد نشاط تهريب المخدرات في اليمن إلى مستويات غير محدودة، مع انقلاب ميليشيات الحوثي وسيطرتها على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014.
ونقل الإعلام المحلي ما كشفته مصادر أمنية من أن ميليشيات الحوثي باتت تدير شبكات متعددة لتهريب المخدرات إلى اليمن ودول الجوار، بمساعدة شبكات المافيا التابعة للحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني الموالي لإيران.
ونسب موقع “مأرب برس” إلى مصادر أمنية قولها، إنه منذ سيطرتها على صنعاء هيمنت الجماعة الحوثية على تجارة الممنوعات بأنواعها، وأخضعت كل المهربين المحليين لسلطتها مستغلّة سيطرتها على الأجهزة الأمنية والعسكرية.
وقالت المصادر إن الحوثيين بدأوا بإطلاق عشرات المعتقلين على ذمّة تهريب أو ترويج وبيع المخدّرات، مشترطين عليهم العمل لصالح الجماعة، مضيفة أنهم تلقّوا بعد إطلاقهم أموالاً وتسهيلات لاستعادة نشاطهم في تجارة الممنوعات.
وفي سبتمبر 2016 أفرج الحوثيون عن تجار مخدرات، منهم 82 سجينًا من السجن المركزي بصنعاء أغلبهم تجار مخدرات، و4 تجار مخدرات أفرجوا عنهم من مركزي محافظة حجة.
مصادر أمنية كشفت أن ميليشيات الحوثي اعتقلت عددا من تجار الحشيش في صعدة منهم 950 رجلًا و50 امرأة كانوا يعملون ضمن شبكات التهريب بغرض احتوائهم للعمل تحت إمرتها.
وبعد أن أخضعت تجار المخدّرات المحترفين في البلاد لسلطتها، قامت الميليشيا الحوثية بتأهيل تجّار ومهربين جدد من أتباعها بالتعاون مع مافيا الحرس الثوري وحزب الله، لتغطية خططها لمضاعفة الإيرادات عبر إنعاش تجارة المخدرات.
وأفادت معلومات أمنية ووثائق بضبط أجهزة الأمن اليمنية والقوات البحرية المشتركة نحو 78 شحنة مخدرات أثناء تهريبها إلى اليمن خلال الفترة بين سبتمبر 2016 وأبريل 2022.
وشهد العام 2018، ضبط 17 شحنة، فيما ضبطت 22 شحنة في 2019، و19 شحنة خلال 2020، و8 شحنات في 2021، وثلاث شحنات خلال الربع الأول من العام الجاري 2022.
ووفقاً للمعلومات، فقد ضبطت جميعها داخل الأراضي اليمنية عدا 12 شحنة ضبطت قبالة سواحل اليمن منذ يوليو 2020، وكانت إما ضمن شحنات أسلحة أو مستقلّة محمولة على قوارب أو سفن تهريب.
وضبط خلال العام المنصرم نحو 5 أطنان من المخدرات وجرى إتلافها بمشاركة الأجهزة المختصة. ومما تم ضبطه أكثر من 6 آلاف حبة كبتاغون، و330 كوكايين، ونحو 530 حبوب كريستال، ونحو 116 كلغ من الهروين.
وانتشر نشاط التهريب بشكل مكثّف وغير مسبوق في تاريخ البلاد، وضمت الشحنات المهربة كميات هائلة من المخدرات بعضها بالأطنان، تم تهريبها عبر طرق رئيسية وطرق تهريب فرعية داخل اليمن، فيما دخل معظمها عبر موانئ وسواحل الحديدة.
وقال مصدران أمنيان أحدهما مسؤول أمني سابق بمحافظة الجوف، إن المخدرات تأتي من إيران ولبنان ومن أميركا الجنوبية وباكستان وأفغانستان، ويقوم بشرائها والإشراف على تهريبها المافيا الإيرانية بالتعاون مع ميليشيا الحوثي التي تتولى تهريبها في نطاق اليمن.
ومن ضمن أسباب ازدهار تجارة المخدرات، هو حاجة الحوثيين لحشد المقاتلين إلى جبهات القتال وضمان بقائهم فيها.
وكشفت المصادر عن تزايد انتشار المخدّرات في أوساط مقاتلي الميليشيا الحوثية في الجبهات، مؤكدة أن كثيرا منهم باتوا مدمنين للحشيش والعقاقير المخدرة ويلتحقون بالجبهات بغرض الحصول عليها.
وأكدت المصادر أن هذه القيادات الحوثية مرتبطة بالمافيا الإيرانية ومافيا حزب الله، والتي تنشط منذ سنوات طويلة في تهريب وتجارة المخدّرات والآثار في مختلف دول العالم.
وحول طريقة وصول المخدرات إلى اليمن، أوضحت المصادر الأمنية والعسكرية أنه يتم تهريبها بدرجة رئيسية عبر شواطئ الحديدة وموانئها الثلاثة الخاضعة لسيطرة الحوثيين، ولا تخضع لأي عمليات تفتيش أو رقابة.