يبدو أن لحظات من الإرباك والغموض خيمت على وزارة الخارجية الأميركية بعد فترة وجيزة من اشتعال النيران في أكبر المحطات النووية في أوكرانيا، جراء ما قيل إنه قصف روسي.
فبعد أن أعلنت السفارة الأميركية في كييف على حسابها الرسمي على تويتر أمس “أن قصف محطة زابوريجيا النووية الأكبر في أوروبا والواقعة جنوب شرق البلاد، يعتبر جريمة حرب، وأن الرئيس الروسي بوتين يتمادى في ممارسة لعبة الترهيب هذه”، بدأ آلاف المسؤولين الغربيين يعيدون تغريدها.
لكن الغريب في الأمر أن وزارة الخارجية طلبت على ما يبدو لاحقا من السفارات الأميركية في أوروبا، عدم مشاركة تلك التغريدة على الإطلاق.
ونشر صحافيون أميركيون منهم مراسلة “سي أن أن”، و”أن بي سي” أيضا، أن الخارجية أرسلت رسائل عاجلة إلى السفارات المنتشرة في أوروبا طالبة منها عدم إعادة مشاركة تلك التغريدة.
إلا أن الأسباب لم تتضح، وظل الغموض يلف تلك الرسالة الغريبة.
فيما أوضح لاحقا متحدث باسم الخارجية لصحيفة “نيويورك بوست”، أن الوزارة “تقيم ظروف تلك العملية”، في إشارة إلى استهداف المحطة النووية، التي نفت وزارة الدفاع الروسية لاحقا استهدافها، مؤكدة أن مقاتلين أوكرانيين استفزوا القوات الروسية المتواجدة فيها، وأضرموا النيران في مبنى تدريب تابع للمنشأة.
إلا أن المتحدث عاد وأكد أن “الاستهداف المتعمد للمدنيين أو الأعيان المدنية، بما في ذلك محطات الطاقة النووية، يعتبر بطبيعة الحال جريمة حرب”. كما وصف القصف بالمتهور وعديم المسؤولية.
يذكر أن السلطات الأوكرانية كانت أعلنت فجر أمس الجمعة، أن القوات الروسية أطلقت النار من كل الجهات على المنشأة حتى اندلعت فيها ألسنة اللهب، وسط تحذيرات دولية من خطورة الوضع، إلا أن موسكو نفت الأمر لاحقا مقدمة سيناريو مختلفا.