الغاز القاتل، هو أول أكسيد الكربون CO وهو غاز يمكن أن يقتل بسرعة قياسية، ويسمى «القاتل الصامت»، لأنه عديم اللون والرائحة والطعم وغير مهيج. وإذا تم تجاهل العلامات المبكرة للتسمم به، فقد يفقد الشخص وعيه ويكون غير قادر على الهروب من الخطر!
***
ليس هناك وصف أكثر دقة من هذا يمثل حقيقة خطر «الإخوان المسلمين» على أي أسرة أو مجتمع أو دولة.
فهم يعملون، كالغاز، بصمت رهيب، ولا تجد لهم غالباً رائحة أو طعماً أو حركات تهييج، خاصة في المرحلة السابقة للتمكن. وعندما يتمكنون، كالغاز القاتل، يصبح من الصعب جداً الهرب من خطرهم. كما أن لديهم القدرة على المحاولة عشرات المرات، إلى أن ينجحوا في السيطرة على المجتمع!
يشيع الإخوان، منذ تأسيسهم، عام 1928 بتعاون مادي من السلطات البريطانية، على قناة السويس، بأن هدفهم الدعوة للإصلاح ومحاربة المنكر. وبالرغم من هذا ما يدعيه أي فرد وتنظيم ديني، فإنهم يؤمنون بأن طريقتهم هي الصحيحة، والتي يجب أن تسود، وهذا لا يمكن أن يتم بغير الوصول للسلطة، وفرض برنامجهم «السري» للحكم، والذي لا يعرف أحد عنه شيئاً ولم يسمع به!
وبالتالي هم يمثلون خواءً فكرياً على كل صعيد، لكنهم يعتمدون غالباً على ثلاثة أمور:
جهل المجتمعات العربية والإسلامية، في الغرب وخارجه، وجهل الشعوب العربية بأهدافهم.
تجذر الإيمان السطحي في قلوب الغالبية، التي تجد خلاصها في وضع مصيرها بيد رجل الدين، بعد أن خذلها السياسيون.
وثالثاً، قوة آلتهم الدعائية وقدرتهم على الصرف عليها، من دون حدود تقريباً، من الأموال التي جنوها من الخليج، ومن الكويت بالذات!
***
تقول الناشطة م. أشواق المضف: المنظمات الإسلامية منظمة جيداً، فهم يبدأون نشاطهم الدعوي من الروضة ويستمرون حتى الجامعة، ومن ينتسب لهم يضمن غالباً الوظيفة والزوجة/ أو الزوج، وحتى المركز السياسي، فالحكومة تستجيب لمطالبهم وتتجنب الصدام معهم.
أما ثروت الخرباوي، القيادي المصري السابق في تنظيم الإخوان، فيقول إن «إخوان الكويت» هم الأخطر في الخليج، وهم من نشر أفكار الحركة فيها، وكانت البداية من خلال المدرسين المصريين الذي جاؤوا الكويت، و«زرّقت» بينهم الداعية «حسن أيوب»، الذي أصبح تالياً «معلم» (صاحب النخلات الذهبية والفضية، أو السنابل)، قبل أن يغني لعوض الدوخي في مقابلة تلفزيونية، مع ابنته.
***
يقول الكاتب اللبناني الفرنسي الرائع أمين معلوف في كتابه المشوق «غرق الحضارات»، إن جمال عبدالناصر، وبعد نجاحه في إطاحة فاروق، قام بزيارات لمختلف القوى، ومنهم الإخوان، فطلب منه المرشد الهضيبي إيجاد أرضية تفاهم بينهما، ومنها فرض الحجاب على نساء مصر، وألا تعمل المرأة، وتغلق دور السينما والمسارح أبوابها، وأن تعرض القوانين والقرارات كافة التي سيتخذها مجلس قيادة الثورة، قبل صدورها، على مكتب الإرشاد لمراجعتها من ناحية مدى تطابقها مع شرع الله، والموافقة عليها، وغير ذلك من طلبات، وكلها بينت خواء فكرهم منذ تأسيسهم وحتى اليوم. ولو كانوا في مجتمع آخر، لانكشفوا مبكراً، ولكن شعوبنا لا تقرأ، وإن فعلت لا تفهم، وإن فهمت تخشى التطبيق!
* نقلا عن “القبس”