يفكر البعض في التحول من منتجات الألبان إلى الحليب النباتي لأسباب متعددة، من بينها عدم تحمل اللاكتوز والمخاوف البيئية والرفق بالحيوان أو الفضول البسيط لتجربة منتجات جديدة، على سبيل المثال لا الحصر. لكنهم يتساءلون عن كيفية مقارنة بحليب الشوفان من حيث التغذية بباقي المنتجات النباتية.
بحسب ما نشره موقع Live Science، يعد حليب الشوفان ثاني أكثر بدائل الألبان النباتية شيوعًا بعد حليب اللوز في الولايات المتحدة. وفيما يلي نبذة عن أهم المكونات الغذائية لحليب الشوفان وكيف يمكن مقارنته مع البدائل الأخرى.
يبدأ الكثيرون يومهم بتناول وعاء من دقيق الشوفان على البخار. إن الشوفان هو الغذاء المثالي لوجبة الفطور لأنه غني بالمكونات وغير مكلف إلى حد ما، ويسهل دمجه مع المكونات الأخرى، مثل الموز والتفاح والمكسرات.
وفقًا لمراجعة شاملة نُشرت في دورية Foods، يمكن أن يساهم استهلاك الشوفان المنتظم في خفض مستويات الكوليسترول وتحسين التمثيل الغذائي للسكر في الدم ونظام مناعة أكثر صحة وميكروبيوم أمعاء أكثر توازناً. كما ثبت أنه يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والتهاب الجلد وبعض أشكال السرطان.
يمكن أن تُنسب هذه الخصائص المعززة للصحة إلى مجموعة من العناصر الغذائية المهمة التي يحتوي عليها الشوفان، حيث إنه غني بالكربوهيدرات المعقدة والبروتينات والألياف الغذائية، بالإضافة إلى العديد من الفيتامينات والمعادن والمركبات النشطة بيولوجيًا، مثل البيتا غلوكان والأفينانثراميد.
إن بيتا غلوكان هو جزء من الألياف الغذائية، التي ثبت أنها تُحسن العديد من مؤشرات صحة القلب والأوعية الدموية والجهاز الهضمي والتمثيل الغذائي. أما الأفينانثراميد، فهو نوع من المغذيات النباتية الخاصة بالشوفان، والذي يمنح قائمة طويلة من الفوائد المحتملة.
وفقًا لمقال نُشر مؤخرًا في دورية “Agricultural and Food Chemistry”، يمكن أن يساعد عقار أفينانثراميد في تقليل الالتهاب وتخفيف تهيج الجلد ومحاربة الجذور الحرة ومنع تكوين وانتشار عدة أنواع من السرطان.
كما يساعد في إنقاص الوزن واستعادة العضلات. ولكن لم يتم إجراء الكثير من الأبحاث حول فوائد تناول حليب الشوفان مقارنة بالشوفان الصلب، إلا أن النتائج الأولية واعدة على الرغم من أن بعض المركبات تكون مخففة بدرجة أكبر وأقل فاعلية في صورة سائلة.
هدفت دراسة، نُشرت في دورية “Annals of Nutrition & Metabolism”، إلى مقارنة تأثيرات حليب الشوفان وحليب الصويا وحليب البقر على دهون البلازما والجلوكوز والأنسولين وحالة مضادات الأكسدة.
بعد أربعة أسابيع، أظهر المشاركون الذين شربوا حليب الشوفان انخفاضًا في المتوسط بنسبة 4٪ في مستويات الكوليسترول الكلية وانخفاضًا بنسبة 9٪ في مستويات الكوليسترول الضار منخفض الكثافةLDL.
في الوقت نفسه، يشير باحثون من Nutrition Today إلى أنه على الرغم من عرض بعض الفوائد من تلقاء نفسها، فإن إضافة حليب الشوفان إلى نظام غذائي يحتوي بالفعل على الشوفان لا يبدو أنه ينتج أي تأثيرات إضافية.
يتصدر حليب الشوفان وحليب اللوز قوائم منتجات الألبان الأكثر مبيعًا في الولايات المتحدة، وعند مقارنتهما من حيث الفوائد الغذائية، فإنه سيكون هناك درجة معينة من الاختلاف عبر المنتجات المختلفة، خاصةً إذا كانت محلاة أو ذات نكهة.
ولكن لا يحتوي حليب الشوفان واللوز في أشكالهما الخام على الكثير من الدهون أو السكر أو الألياف الغذائية. إن الفرق الأكبر بينهما هو محتواهما من السعرات الحرارية، حيث أن حليب الشوفان غني بالكربوهيدرات كثيفة الطاقة بنسبة تصل إلى 20 غراما لكل حصة واحدة، في حين أن حليب اللوز يمكن أن يحتوي على أقل من 1 غرام من الكربوهيدرات لكل كوب.
يوفر حليب الشوفان أيضًا ما يصل إلى ثلاثة أضعاف البروتين، لذلك إذا كان الشخص يبحث عن مشروب مفيد بشكل مناسب، فربما يكون حليب الشوفان خيارًا أفضل. ولكن إذا كان تقليل السعرات الحرارية أحد الأولويات، فإن كفة حليب اللوز ستكون الأرجح.
بالطبع يوجد اختلاف جوهري من حيث مذاقهما وملمسهما، حيث أن حليب الشوفان أكثر سمكًا ودسمًا بالمقارنة مع حليب اللوز. ويمكن أن يكون أيضًا أكثر حلاوة وله طعم أكثر ثراءً.
إن حليب اللوز خالي من الغلوتين والصويا، مما يجعله خيارًا مناسبًا لمن يعانون من الاضطرابات الهضمية أو حساسية الغلوتين أو الصويا. ولكن يمكن أن يحتاج بعض الأشخاص المصابون بحساسية اللوز إلى الابتعاد عنه واختيار حليب الشوفان، الذي يُعتبر في شكله النقي آمنًا للاضطرابات الهضمية، بيد أنه ربما يكون هناك احتمال كبير للتلوث المتبادل أثناء عملية الإنتاج، لذلك يجب التأكد من أن حليب الشوفان الذي يقع الاختيار عليه مكتوبًا عليه بوضوح أنه خالٍ من الغلوتين.
لا تزال هناك بعض المخاطر والاعتبارات لاستهلاك حليب الشوفان. نظرًا لاحتوائه على بيتا غلوكان، يمكن أن يتسبب الشوفان في إصابة بعض الأفراد بمجموعة من مشاكل الجهاز الهضمي، مثل الانتفاخ والغازات وتشنجات المعدة. نظرًا لأن بيتا غلوكان قابل للذوبان في الماء، فسيكون موجودًا في الحليب أيضًا.
إن هناك جانبا آخر يجب مراعاته وهو محتوى السكر في حليب الشوفان، حيث أن الشوفان الصلب غني بالكربوهيدرات المعقدة، ولكن عملية إنتاج الحليب ربما تتسبب في تكسيرها إلى جزيئات أصغر. فإذا تم تحلية الحليب بشكل إضافي، فربما يؤدي ذلك إلى زيادة محتوى السكر فيه.
كما أنه يمكن أن يعاني بعض الأشخاص من حساسية الشوفان، على الرغم من أنها حالات نادرة للغاية، ولكن من الأفضل أن يتجنب هؤلاء شرب حليب الشوفان نهائيًا.