يوم 22 حزيران/يونيو 1941، نقض الألمان اتفاقية مولوتوف – ريبنتروب (Molotov–Ribbentrop) التي كانت عبارة عن معاهدة عدم اعتداء وقّعت مع الجانب السوفيتي يوم 23 آب/أغسطس 1939. فبدون إعلان حرب رسمي، باشرت الجيوش الألمانية تدخلها بالأراضي السوفيتية وتمكنت أثناء الأيام الأولى للغزو من تحقيق انتصارات عسكرية هامة، أسفرت عن وقوع مئات الآلاف من الجنود السوفيت أسرى وتدمير جانب هام من الطائرات العسكرية السوفيتية التي كانت رابضة بالمطارات عند بداية الهجوم.
وأثناء تقدمها، مرت قوات الفيرماخت (Wehrmacht)، أي القوات المسلحة الألمانية، بالأراضي الأوكرانية التي كانت حينها جزءا من الاتحاد السوفيتي. وهناك، خاض الألمان معارك ضارية ضد الجيش الأحمر أسفرت عن سقوط مزيد من الأسرى السوفيت، وأثارت غضب القائد السوفيتي جوزيف ستالين.
عقب نجاحه في تدمير خمسة فيالق عسكرية سوفيتية ضمن معركة كييف التي اكتمل آخر فصولها يوم 26 أيلول/سبتمبر 1941، أعلن الجيش الألماني عن نجاحه في تطويق وأسر حوالي 600 ألف عسكري سوفيتي دفعة واحدة.
وعلى إثر هذا النجاح العسكري، باشرت مجموعة جيوش الجنوب الألمانية تقدمهما شرقا وجنوبا للسيطرة على منطقتي دونباس (Donbas) الصناعية والقرم. إلى ذلك، قادت مجموعة قوات الجبهة الجنوبية السوفيتية يوم 26 أيلول/سبتمبر 1941 هجمات ضد عناصر الجيش الحادي عشر الألماني، الذي تقدم نحو القرم، شمال بحر آزوف (Azov). وعقب نجاحات عسكرية محدودة تمكّن خلالها الجيش الأحمر السوفيتي من إجبار الفيلق الروماني الثالث على التراجع، اصطدم الجنود السوفيت بقدوم قوات فرقة لايبشتاندارته أدولف هتلر (Leibstandarte SS Adolf Hitler) عالية التدريب التي حلّت لتعيد الاستقرار للجبهة.
ومطلع تشرين الأول/أكتوبر من نفس العام، شنّ فيلق المدرعات الألماني الأول، المعروف أيضا بفيلق بانزر كلايست (Panzer Group Kleist)، هجوما مباغتا على الجنود السوفيت، المرابطين بالمنطقة، الذين أجبروا على التراجع لتجنب محاصرتهم من قبل الألمان والإفلات من مصير مشابه لذلك الذي حلّ بزملائهم قبل أيام بكييف.
خلال الأيام التالية، واصل الألمان ملاحقتهم للقوات السوفيتية المنسحبة. وعقب هجوم منظّم عبر جبهات متعددة، تمكنت قوات الفيرماخت من دخول مناطق ميليتوبول (Melitopol) وبرديانسك (Berdiansk) الأوكرانية ونجحت بفضل ذلك في محاصرة أعداد هائلة من قوات فيلقي المشاة التاسع والثامن عشر السوفيتيين.
أثناء هذه المعركة التي لقّبت بمعركة بحر آزوف واستمرت خمسة عشر يوما، تمكّن الألمان من أسر أكثر من 106 آلاف جندي سوفيتي تزامنا مع تدميرهم لنحو 212 دبابة واستيلائهم على 766 قطعة مدفعية سوفيتية.
وإضافة لتأثيرها على معنويات الجنود والقيادة العسكرية السوفيتية، فتحت هذه الخسائر الثقيلة بمعركة آزوف الطريق للألمان للسيطرة على خاركوف (Kharkov) يوم 24 تشرين الأول/أكتوبر 1941 كما سمحت للجنرال الألماني إريش فون مانشتاين (Erich von Manstein) بالتقدم، رفقة الجيش الحادي عشر الألماني، نحو القرم.