لم يكن سهلاً على فنانة تركت بلدها ممزقاً بسبب الحرب لسنوات طويلة أن تكمل الطريق وتحقق نجاحاً ملحوظاً، خصوصاً بعد إطلالتها الأخيرة بدور الداعشية في مسلسل “بطلوع الروح”.
هذه حال الممثلة السورية ناندا محمد، التي نالت مؤخراً وسام الاستحقاق الفرنسي الوطني للفنون والآداب برتبة فارس، لتكون بذلك أول ممثلة سورية تحصل على هذا الوسام الرفيع.
وفي حوار مع “العربية.نت”، أفادت ناندا أن هذا التكريم ليس جديداً، إلا أنه تأجل بسبب ظروف انتشار جائحة كورونا.
وأضافت أنها تعمل في المسرح منذ أكثر من 20 عاماً تقريباً، وحظيت خلال تلك السنوات بالمشاركة بمشاريع مشتركة، خصوصاً مع أعمال فرنسية.
كما تابعت أن السفارة الفرنسية في مصر – مكان إقامتها بعدما تركت سوريا بسبب الحرب – تواصلت معها العام الماضي، وأخبرتها بالوسام، لكن بسبب كورونا تأجل التكريم حتى الآن.
ولفتت إلى أن الوسام جاء في إطار تطوير العلاقات الفنية العربية الفرنسية، ونظراً لتميزها المسرحي.
وعن هذا أوضحت ناندا أن علاقتها مع المسرح تعود إلى سنوات الطفولة، حين كانت دائما ترافق والدتها إلى عملها في المسارح في دمشق، ومن حينها ولد ذلك الافتتان بالتمثيل والعلاقة المباشرة الخاصة مع الجمهور.
وأضافت أنها ركّزت على الأعمال المسرحية منذ بدايتها، وحالفها الحظ بالعمل مع كبار المخرجين، سواء كانوا عرباً وأجانب، خصوصا الفرنسيين منهم.
في حين كان لإتقانها اللغة الفرنسية دور هام أيضاً.
وبعد الخروج من سوريا إلى مصر أكملت الطريق في المسرح المصري، مشددة على أنها اختارت طريق المسرح، لأنها تفضل التواصل المباشر مع الجمهور.
كشفت الفنانة السورية أن للعائلة الفنية دوراً كبيراً وتأثيراً هاماً في مسيرتها، فوالدتها خبيرة المكياج المسرحي والسينمائي المعروفة، بشرى حاجو، وخالها رسام الكاريكاتير، سعد حاجو، وزوج والدتها هو المخرج المسرحي الأردني، خالد الطريفي.
كما أكدت أن هذا المزيج الفني الذي عاشت وترعرعت عليه، ولّد دعما لا يوصف لمسيرتها.
وأشارت إلى أن العلاقة التي تربطها بالمسرح تعود إلى الصغر، وقد اكتشفتها والدتها مبكراً.
لا يخفى على أحد من متابعي الدراما السورية، أن للفنانة ناندا محمد أدواراً تركت آثراً كبيراً خلال مسيرتها مع الأعمال التلفزيونية.
ولطالما كانت للشخصيات التي أدتها مساحتها في مجمل العمل، وذلك وفقاً لآراء النقّاد حتى.
بدورها، أكدت محمد أنها تحاول دائماً في أدوارها التلفزيونية التركيز على هذه البصمة.
إلا أنها ورغم ذلك لا تجد في العمل في التلفزيون ملاذاً آمناً أو ضماناً للاستمرارية، لذلك تفضّل عليه العمل المسرحي.
كما تعتبر الأعمال التلفزيونية سريعة النسيان، فيما هي راضية عن طريقها في المسرح من كل النواحي.
في هذا السياق، وجّهت ناندا بكلامها تحية لروح المخرج السوري، حاتم علي، موضحة أنه ذو فضل عظيم عليها، فأدوارها التلفزيونية التي قدمتها ولاقت نجاحا لافتا كانت من تخطيطه.
وأضافت أن الراحل كان من أهم الشخصيات التي مرت بحياتها، موكدة أنه شخص لا يتكرر على المستوى الفني والإنساني.
كما شددت على أن الوسط الفني العربي خسر عرّاباً لا توصف مكانته برحيل حاتم علي، مؤكدة أن له مواقف لا تنسى مع كثيرين.
أما عن سوريا، فأكدت أنها عشقها الأبدي، إلا أنه ما من عودة قريبة إلى هناك في الوقت الحالي رغم إعلان نقابة الفنانين في دمشق دعوة الممثلين المعارضين.
وأكدت أن لسوريا الفضل الأكبر عليها، متمنية لها الاستقرار والأمان ولشعبها حياة كريمة، في إشارة منها إلى الظروف الصعبة التي تمر بها بلادها بسبب الحرب.
في ختام كلامها، كشفت الفنانة السورية ناندا محمد أن طموحاتها لا تنتهي بأي جوائز، وبأنها تسعى دائماً للأفضل، وذلك عبر إثبات نفسها بكل المجالات.
كما أوضحت أن أمامها عروضاً كثيرة على مستوى المسرح والتلفزيون، وأنها جميعها في دور الدراسة حالياً.
إلى ذلك أكدت أن طموحاتها في المهنة لا تنتهي، وأن هدفها إرضاء الناس.
يشار إلى أن السفارة الفرنسية في القاهرة كانت أقامت الشهر الماضي، حفلاً لتكريم الفنانة السورية ناندا محمد، المقيمة في مصر منذ سنوات، وذلك تقديرا لموهبتها وعملها المسرحي وتميزها كممثلة مسرحية في مشاريع عربية وفرنسية وإبداعاتها في المجال الفني ومساهمتها في تعزيز الفنون والأدب في فرنسا والعالم وتوطيد العلاقة الثقافية بين فرنسا والعرب.
وقد شاركت ناندا في مسلسل “بطلوع الروح”، الذي حقق نجاحاً لافتاً في الموسم الرمضاني الفائت، كما كان لدورها أثر كبير.