دعا حلف شمال الأطلسي موريتانيا لحضور قمته الحالية في مدريد، في تطور لافت يعكس تزايد الاهتمام الغربي بمصالح استراتيجية وحيوية في غرب إفريقيا وحدة الاستقطاب الإقليمي و الدولي في المنطقة.
ونقلت مصادر إعلامية عن وزير خارجية إسبانيا خوسيه مانويل قوله إن التهديدات التي تواجه دول الساحل الإفريقي “قد تأتي إلينا غدا إذا لم نتحرك لمواجهتها”، على حد قوله.
وحذر الوزير من أن هذه المخاطر لا تقتصر على نشاط تنظيمي داعش و القاعدة الإرهابيين، وإنما وجود روسيا أيضا على حدود دول قد تدخل فيما سمّاه الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولنتبرغ في تصريح لقناة إسبانية “إعلان حاسم بشأن الجناح الجنوبي” ضمن المفهوم الاستراتيجي الجديد للناتو.
وشارك وزير الخارجية الموريتاني الدكتور محمد سالم ولد المرزوك في الجلسة الختامية لقمة الناتو، كما وجهت له الدعوة لحضور عشاء عمل لبحث التحديات الأمنية في الساحل الإفريقي ومشكلة الإرهاب والهجرة غير النظامية وما أسماه مصدر دبلوماسي طلب عدم الكشف عن اسمه في تصريح إلى “العربية.نت” “النشاط المثير للقلق والخطير” لروسيا في المنطقة.
وشدد وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن بعد اجتماعه مع ولد مرزوك في مدريد، على هامش قمة الناتو، على أن “موريتانيا شريك رئيسي في الأمن الإقليمي، و تحرز تقدما في مجال حقوق الإنسان، كما أن “التعاون متواصل ومهم”، وفق ما ورد في التصريح الذي أرسلت السفارة الأميركية نسخة منه إلى “العربية.نت”.
وبهدف حماية أمنها القومي من خطر تمدد الفوضى الدموية في دول الساحل وشمال إفريقيا، عززت موريتانيا خلال السنوات الأخيرة تعاونها وتنسيقها العسكري والأمني مع حلف شمال الأطلسي، وزار عدد من كبار القادة العسكريين في الناتو نواكشوط وقواعد عسكرية في شمال وشرق البلاد خلال هذه السنة.
في المقابل، وقعت حكومة الانقلابيين في مالي اتفاقيات عسكرية مع روسيا تشمل نشر وحدات من مرتزقة مجموعة “فاغنر” المرتبطة بالكرملين، وتتوجس موريتانيا و حلفاؤها من الانتشار العسكري الروسي على حدودها مع مالي ومن سعي موسكو لموطئ قدم في منطقة كانت ولعقود ضمن مجال النفوذ الفرنسي في القارة.
وقال مصدر يتابع تطورات المنطقة: “ليس سرا أن موريتانيًا أصبحت تعتمد على حلف الناتو لحماية نفسها وليس فرنسا فقط الحليف العسكري والاستخباراتي التقليدي المنهك بسبب سنوات من قتال المتطرفين في الصحراء الكبرى”، بحسب تعبيره.
وذلك لمواجهة التهديدات الإرهابية لجماعات عنيفة تسيطر على جيوب وأراضي من ليبيا إلى حدود موريتانيًا مرورا بالنيجر وبوركينافاسو ومالي وتقتل سنويا و تجرح وتشرد آلاف الأشخاص في هجمات دموية تنفذها بشكل شبه يومي.