بعد الضربة المؤلمة التي تلقتها روسيا بغرق “موسكفا” إحدى أضخم وأشهر سفنها الحربية، التي توصف بجوهرة الأسطول الروسي،
لن يكون بمقدرة الروس استبدالها ببارجة أخرى، من طراز سلافا.
ما قد يخلق فراغا في الجنوب الأوكراني، الذي جعلته القوات الروسية مؤخرا محور العمليات العسكرية، بحسب ما أوضح مسؤول أميركي رفيع في البنتاغون.
كما لفت إلى أن تركيا بموجب اتفاقية مونترو “تمنع السفن الحربية من دخول البحر الأسود”.
فما هي تلك الاتفاقية التي باتت بمثابة سلسلة حديدية تلتف حول عنق السفن الروسية، مكبلة تحركاتها.
يعود تاريخ تلك الاتفاقية إلى العام 1936، حيث كانت تركيا طرفاً أساسياً فيها إلى جانب الاتحاد السوفيتي السابق وبريطانيا وست دولٍ أخرى.
وبموجبها تتحكم أنقرة في الوصول إلى البحر الأسود، بما يضمن حرية إبحار السفن التجارية في وقت السلم، وحق منع السفن الحربية في آن من عبور مضيقي البوسفور والدردنيل في حال النزاع، لا سيما إذا كانت تركيا نفسها مهددة أو إذا كانت هذه السفن عائدة إلى قواعدها.
وبهذا لن يكون بمقدور روسيا تعويض خسارتها بسهولة، حيث تمتلك سفينتين أخريين من الفئة نفسها، وهما المارشال أوستينوف وفارياج، وتخدمان مع أسطول روسيا الشمالي وأسطول المحيط الهادي على الترتيب.
ولن تسمح تركيا، التي تسيطر على المرور إلى البحر الأسود، بالتالي لهما بالعبور عبر مضيق البوسفور، في وقت الحرب!
يذكر أن روسيا كانت أعلنت أمس الجمعة غرق الطراد الشهير أثناء سحبه، بعد الأضرار التي أصابته جراء تفجر ذخائر كانت على متنه، إثر اندلاع حريق لم تعرف أسبابه، فيما أكدت أن طاقم السفينة نقل إلى أخرى وهو بخير.
وكانت موسكفا البالغ طولها 600 قدم، والتي يمكنها أن تحمل 16 صاروخ كروز بعيد المدى، نالت شهرة في بداية العملية الروسية التي انطلقت على الأراضي الأوكرانية في 24 فبراير الماضي، عندما انتشر تسجيل لجنود أوكرانيين يحرسون إحدى الجزر وهم يتوجهون إلى طاقم السفينة عبر جهاز اتصال لاسلكي بأن “يذهب إلى الجحيم” بعد أن دعاهم للاستسلام!,