عجلة ملاهٍ ضخمة تقف وسط الصحراء ما بين طريق الرياض والدمام، تستقر على الجانب صامدة لوحدها بمنظرها المخيف، “ملاهي الجن” كما سماها الناس، استطاع الدخول لها المصور عبدالعزيز الزامل وتوثيقها عبر فيديو شهد تفاعلا واسعاً.
وروى الشاب السعودي تجربته أثناء حواره مع “العربية.نت” كاشفاً عن فضوله الذي قاده نحو اقتحام المكان، بعد أن توجه من العاصمة السعودية نحو منطقة الشرقية، إلا أن الجو كان مليئا بالغبار والرياح المسماة بـ”السافي”، حتى أبطأ سرعة مركبته، ليجد رغباته تقوده إلى خوض هذه المغامرة.
رأى حينها مركبة تطوف وتتجول حول الملاهي، وقرر النزول ليرى ما بداخلها وأوضح في حديثه: “حين كنت صغيراً أثارت “ملاهي الجن”انتباهي، وطرأ على بالي أن أدخل آنذاك وأصور، دون أدنى فكرة عما سأفعله تحديداً”.
ووصف المكان بالموحش والمرعب، رغم سطوع الشمس وانتصاف النهار، ووصفه قائلاً: “هناك يحتك الحديد ببعضه البعض ويصدر صرير مفزع يضفي على المكان الرهبة والوحشة، بجانب صهريج مياه يعود للدفاع المدني تتقطر منه المياه، وحينها كنت وحيداً”.
وبحسب ما ذكر، فإنه اكتفى بالتجول دون الدخول للمباني والغرف المهجورة، وبالكاد أمسك هاتفه للتصوير بسبب قوة الرياح، ورأى الزامل أن الفيديو الذي صنعه قد حاز رضا الناس، وأشبع فضولهم عن خبايا ملاهي الجن.
وكشف بقوله: “جميع المارة تتملكهم الرغبة لرؤية الموقع، والأغلب يؤجل هذه المغامرة لوقت آخر”. وعن طريقة تصويره وإنتاجه التي عكست طابع المكان المرعب، أكد بأن السيناريو والرؤى الإخراجية تأتي وليدة اللحظة، وقد تحدث مستقبلاً في مناطق أخرى.
واعتاد الشاب السعودي منذ صغره مطالعة الأفلام والمسلسلات والإعلانات، إذ يكتشف الأخطاء التي لا يلاحظها الآخرين، فيما بين بأن الفيديوهات التي يصورها وتكون مشابهة للأفلام القصيرة، يبرق وميض فكرتها بذات اللحظة، وقد أنتج مسبقاً فيديو بمحض الصدفة أبان خروجه للطرقات فجراً والأماكن خالية بطبيعة الحال، حيث اجتاح الضباب منطقة الرياض، وقرر تصوير المواقع المشهورة وهي فارغة، لتوحي الفكرة بخباياها أهمية الإجراءات الاحترازية من جائحة كورونا حتى لا يعود حظر التجول.