على وقع استمرار العملية العسكرية التي أطلقتها على أراضي الجارة الغربية منذ نحو أسبوعين، أعلنت موسكو اليوم الثلاثاء، استعدادها للتفاوض مع الأوكران في تركيا.
وأوضحت وزارة الخارجية الروسية في بيان، أنها لا تمانع التفاوض في تركيا، مضيفة أن الأمر يتوقف على استعداد الأوكرانيين.
أتى ذلك، بعدما أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو قبل أيام، أن بلاده ستستضيف محادثات ثلاثية بين وزراء خارجية روسيا وأوكرانيا وتركيا الخميس المقبل.
وأوضح الوزير التركي في تغريدة على حسابه على تويتر أمس “أنه إثر جهود دبلوماسية مكثفة قرر وزيرا خارجية روسيا سيرغي لافروف وأوكرانيا دميترو كوليبا، الاجتماع بمشاركتي على هامش” منتدى أنطاليا الدبلوماسي في العاشر من الجاري.
إلا أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية أوليغ نيكولينكو، أوضح لوكالة فرانس برس أنه “يبحث إمكانية عقد مثل هذا اللقاء”.
في حين أشارت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على تطبيق تلغرام إلى أنه “وفقًا لاتفاق عبر الهاتف بين الرئيسين الروسي والتركي، من المقرر عقد لقاء على هامش المنتدى الدبلوماسي في أنطاليا بين وزير الخارجية الروسي والأوكراني”.
وستكون هذه أول زيارة للوزير الروسي خارج البلاد منذ بدء العملية الروسية في أوكرانيا في 24 شباط/فبراير.
يشار إلى أن أنقرة تنظم منتدى دبلوماسيًا لمدة ثلاثة أيام دعت إليه لافروف، الذي أكد حضوره، فيما أملت أيضًا بإقناع نظيره الأوكراني بالحضور.
وقد سعت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي وحليفة كييف، والتي لها علاقات وثيقة مع موسكو أيضا، خلال الفترة الماضية إلى تهدئة الصراع والتوسط في حل ينهيه، مع الحفاظ على خط مفتوح مع العاصمتين.
فمنذ اندلاع النزاع الشهر الماضي، حاولت ممارسة توازن محفوف بالمخاطر بـ”عدم التخلي عن كييف أو موسكو” و”عدم التنازل عن مصالحها أيضا”، لا سيما أنها تعتمد على موسكو للحفاظ على استقرار اقتصادها الذي يواجه تضخما نسبته 55% خلال عام، فقد أمنت روسيا 44% من واردات الغاز التركي في عام 2021، وشكل السياح الروس وعددهم 4,7 ملايين 19% من الزوار الأجانب للبلاد.
فيما واصلت دعم كييف بالطائرات المسيرة العسكرية، ما أغضب الروس خلال الأسابيع الماضية.
يذكر أنه إلى جانب تلك المحاولات، أطلق الجانب الروسي والأوكراني منذ أسابيع مفاوضات ثنائية على الحدود البيلاروسية من أجل فتح ممرات إنسانية لاجلاء المدنيين، على أن يتم التوصل لاحقا إلى حل سياسي، على الرغم من أن الآمال ضئيلة في ظل تمسك الروس بنزع سلاح كييف الذي يعتبرونه مهددا لأمن بلادهم، ووقف المساعي الأوكرانية الانضمام إلى حلف الناتو.