بعد أن ناشد رئيس بلدية ماريوبول، المدينة الأوكرانية الساحلية، فتح ممرات إنسانية، مؤكدا أن القوات الروسية تحاصرها، أعلنت موسكو اليوم السبت، وقفا لإطلاق النار للسماح بإجلاء المدنيين من مدينتين في شرق أوكرانيا، إحداهما مرفأ ماريوبول الاستراتيجي، وذلك بعد مشاورات بين ممثلين عن كييف وموسكو.
وأوضحت وزارة الدفاع الروسية في بيان، بحسب ما نقلت وسائل إعلام رسمية، أن “الجانب الروسي أعلن وقفا للنار اعتبارا من الساعة السابعة بتوقيت غرينتش، وفتح ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين من ماريوبول وفولنوفاخا”.
كما أضافت أنه تم تحديد مواقع الممرات الإنسانية ونقاط الخروج بالاتفاق مع السلطات الأوكرانية.
لكنها أكدت في الوقت عينه، أن العملية العسكرية واسعة النطاق مستمرة، مشيرة إلى استهداف 2037 موقعا عسكريا للجيش الأوكراني منذ انطلاقها.
وكان رئيس بلدية ماريوبول فاديم بويتشينكو، أعلن في وقت سابق اليوم، أن ميناء المدينة الواقعة شرق البلاد، يتعرض لـ”حصار” يفرضه الجيش الروسي ولهجمات “عنيفة”. وقال في رسالة على حساب “تليغرام” التابع للمدينة البالغ عدد سكانها نحو 450 ألف نسمة والمطلة على بحر آزوف، بحسب ما نقلت فرانس برس: “نبحث حاليا عن حلول للمشاكل الإنسانية وعن كل السبل الممكنة للخروج من تحت الحصار”.
يشار إلى أن السيطرة على ماريوبول تعد أمرا استراتيجيا بالنسبة لروسيا، لأنها ستسمح لها بالربط بين قواتها المتواجدة في شبه جزيرة القرم (جنوبا) وتلك الموجودة في المناطق الانفصالية في دونباس (شرقاً).
وكانت المطالبات الأوكرانية والدولية على السواء، تعالت خلال الأيام الماضية، مع مواصلة العملية العسكرية الروسية التي انطلقت في 24 فبراير الماضي، من أجل فتح ممرات إنسانية، وإخراج المدنيين.
كما شددت الأمم المتحدة على أهمية الحفاظ على أرواح المدنيين وعدم استهداف المواقع السكنية.
فيما اتفق الوفدان الروسي والأوكراني يوم الخميس في الجولة الثانية من المفاوضات على فتح ممرات لإجلاء المدنيين، على أن تستأنف الجولة الثالثة غدا أو بعده، من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار، على الرغم من أن الرئيس الروسي كرر أمس أنه ماضٍ في العملية العسكرية حتى تحقيق الأهداف، ومن ضمنها نزع سلاح الجارة الغربية، الذي يعتبره “مهددا لأمن روسيا الاتحادية”.