انشغل متابعو القطاع المصرفي بالسعودية في الآونة الأخيرة، بالارتفاعات التي يسجلها سعر الفائدة بين البنوك السعودية أو “السايبور”، بعد أن وصل إلى 3%، ما يُعتبر أعلى مستوى له منذ 13 عاما.
وأوضح الشريك التنفيذي لشركة إحاطة المالية، معاذ الحسيني، في مقابلة مع “العربية” أن هناك أسبابا عدة لتلك الزيادات، منها رفع أسعار الفائدة الأميركية من قبل الفيدرالي الأميركي ومن ثم البنك المركزي السعودي.
وأضاف أن من الأسباب الأخرى هي آلية احتساب “السايبور”، التي تغيرت بدءا من أول يناير 2022 عما كانت عليه في السابق، موضحا أن الآلية الجديدة ترتبط بشكل أكبر بالعمليات الفعلية المتعلقة بإدارة الأصول والخصوم لدى البنوك.
وبيّن الحسيني أنه على سبيل المثال، أن “السايبور” يبنى الآن على عمليات حقيقية مؤهلة مثل سعر الوديعة البنكية التي يأخذها البنك، وبالتالي يعبر هذا السعر عن الأرضية التي يتم بناء سعر “السايبور” عليها.
وأشار إلى أن أي نقص أو شح بالسيوبة سيؤثر بشكل كبير جدا على آلية احتساب “السايبور”، لكنه قال إن السبب الرئيسي للارتفاعات الأخيرة التي سجلها “السايبور” والتي وصلت إلى 3%، هو السيولة بالأسواق.
وأوضح الحسيني أنه عندما نرى مستويات السيولة الزائدة ممثلة بعمليات “الريبو العكسي”، والذي يتمثل بنسبة الفائدة التي يدفعها البنك المركزي للبنوك مقابل إيداعاتها له من السيولة في نهاية كل يوم بشكل يومي، نجد تلك الإيداعات كانت تصل إلى ما مجموعه 100 مليار ريال في أوقات قريبة، أصبحت منذ أسبوعين أو أقل عند معدل أقل من 6 مليارات ريال.
وقال الحسيني عندما ترى البنوك هذه الأرقام فإنها تعالج توجّسها من سيولة خانقة قد تلوح بالأفق عن طريق التنافس للحصول على الودائع، والتي تصب في مصلحة حساب “السايبور”.