صورت أفلام الخيال العلمي والمسلسلات التلفزيونية بشكل روتيني جنسًا وحشيًا من الكائنات الفضائية يزورون الأرض في سفنهم الفضائية ويستعبدون أبناء الأرض التعساء. ولكن وفقًا لما يعتقده أحد الخبراء، فإنه ربما تكون هناك حياة خارج كوكب الأرض ولكن من المحتمل أن تكون تلك الكائنات خائفة للغاية من البشر “الخطرين” و”العنيفين” بحيث لا يرغبون في المجيء إلى الأرض، بحسب ما نشرته “ديلي ميل” البريطانية.
من جهته، قال دكتور جوردون غالوب، عالم النفس الحيوي بجامعة ألبانيا، إن البشر “خطيرون وعنيفون ومنخرطون بلا توقف في صراعات وحروب دموية لا نهاية لها”، ولهذا السبب، من المحتمل أن تميل الكائنات الفضائية، التي تمتلك القدرة التكنولوجية للقيام بزيارة إلى الأرض – إن وجدوا – إلى البقاء بعيدًا خوفًا من الموت والإبادة الجماعية.
وأضاف غالوب، الذي قدم حجته في ورقة بحثية مفتوحة نُشرت في مجلة علم الأحياء الفلكية هذا الشهر: “إذا كانت [الحياة الفضائية] موجودة، فربما تكون قد وجدتنا الآن واكتشفت أن البشر خطرين وعنيفين ومنخرطين بلا توقف في صراعات وحروب دموية لا نهاية لها، ويطورون باستمرار أسلحة دمار شامل أكثر قوة”.
وأوضح أن عدم القدوم إلى كوكب الأرض ربما يكون أيضًا نتيجة ثانوية للتلوث المتزايد وتدمير الموائل، إلى جانب الحروب التي لا نهاية لها والنهب والموت والدمار والرغبة في الغزو، ومن ثم فإن البشر يشكلون خطرًا لا مثيل له وغير مسبوق ليس فقط على أشكال الحياة الأخرى على الأرض بل الحياة على الكواكب الأخرى.
فيما استشهد، “بالتدمير الكامل لحضارات الأزتك والإنكا المتقدمة للغاية” والإبادة الجماعية اللاحقة للسكان الأصليين وتدمير معابدهم ومبانيهم وسرقة ثرواتهم ومواردهم الطبيعية.
كما تابع “إذا كانت هناك حياة ذكية في كوكب آخر، فربما ينظر سكانه إلى البشر على أنهم في غاية الخطورة، وربما يكون هذا هو السبب في عدم وجود دليل أو دليل مقنع على وجود حياة خارج كوكب الأرض، لأن سكان الكواكب الأخرى ربما يعدونها مخاطرة كبيرة للغاية أن يتم اكتشافهم”.
وأشار إلى أن عالم الفيزياء الفلكية البريطاني الشهير بروفيسور ستيفن هوكينغ أثار، خلال حياته، مخاوف بشأن الأخطار التي تشكلها الكائنات الفضائية الذكية والعدائية. وعلى غرار ما تعرضه المسلسلات التليفزيونية والأفلام السينمائية من أن كائنات فضائية تصل إلى كوكب الأرض لغزو البشر واستعبادهم وتدميرهم واستعمارهم لاستغلال موارد الكوكب بعد استنفاد مواردهم، فإن بروفيسور هوكينغ، رجح أنه ربما تكون النتيجة مماثلة لما جاء عندما جاء كولومبوس إلى أميركا، وهو الأمر الذي لم يكن جيدًا للأميركيين الأصليين.
كذلك، أشار إلى أنه للمرة الأولى في تاريخ الأرض، أن البشر متجهون نحو الانقراض الجماعي الذي يحدث نتيجة لأفعال نوع واحد؛ أي الإنسان.
في حين، تعتمد الورقة البحثية لدكتور غالوب على مفارقة فيرمي، وهي التناقض الواضح بين عدم وجود أدلة على حضارات خارج كوكب الأرض والتقديرات العالية المختلفة لاحتمالية حدوثها. بمعنى آخر، إذا كانت هناك حياة خارج كوكب الأرض، فلماذا لم يتم العثور على أي دليل على وجودها؟
وفقًا لتقديرات إريك زاكريسون، عالم الفيزياء الفلكية بجامعة أوبسالا في السويد، يوجد 70 كوينتيليون كوكب في الكون – أي 7 متبوعًا بـ 20 صفرًا.
ويوجد في مجرة درب التبانة وحدها ما يصل إلى 6 مليارات من الكواكب الشبيهة بالأرض، وفقًا لدراسة أجراها علماء الفلك بجامعة كولومبيا البريطانية عام 2020. ووفقًا لوكالة ناسا، تم تأكيد 4.933 كوكبًا خارج المجموعة الشمسية – كواكب خارج نظامنا الشمسي – في 3704 أنظمة، ولكن معظم هذه الكواكب الخارجية غازية، مثل كوكب المشتري أو نبتون، وليست أرضية.
فيما يتعلق باحتمالية وجود كائنات فضائية غريبة على الأرض، يقول دكتور غالوب: “يوضح تاريخ علم الأحياء على الأرض أن الحياة الذكية المتطورة تقنيًا هي الاستثناء وليس القاعدة. وعلى الرغم من المليارات من أشكال الحياة المختلفة، فإن سجل الحياة الذكية مع قدرات صنع الأدوات المعقدة والقدرة المعرفية لتحقيق الوعي الذاتي، يشير إلى أنه ظهر مرة واحدة فقط، مما يجعل احتمال العثور على حياة ذكية متطورة تقنيًا في مكان آخر بعيدًا بشكل كبير”.