شكّل عرض Dior الخاص برحلات 2023 احتفالاً بالأنوثة المُتعدّدة الأوجه والتقاليد التي لا تموت. وقد غلب عليه الطابع الدرامي الذي تجلّى في السينوغرافيا والتصاميم التي أثبتت مرة جديدة، أن الموضة قادرة على تخطّي حدود الزمان والمكان لتُطلق حواراً بين الثقافات.

أقيم العرض في مدينة سفيلا الأندلسيّة، وتحديداً في ساحة بلازا دي إسبانيا التاريخيّة. وقد تمّ افتتاحه بأداء مسرحي شارك فيه حوالي 60 راقصة ارتدين أثواباً حمراء طويلة.

وكانت المديرة الإبداعيّة في الدار ماريا غراتسيا كيوري كشفت عبر موقع إنستغرام أن تصاميمه مستوحاة من كارمن أمايا المعروفة بلقب “لا كابيتانا”، وهي شخصية إسبانيّة رائدة وغزيرة الإنتاج في مجتمع الفلامنكو. عُرفت برفضها للقواعد ومحاولتها إرساء نزعة ثورية أطلقت أسلوباً جديداً في الحياة والأناقة.

تضمّنت مجموعة Dior لرحلات 2023 حوالي 110 إطلالات، وهي تميّزت بطابع استثنائي اختلطت فيه أثواب الدانتيل ببدلات الفروسيّة، والتنانير الطويلة بفساتين الفلامنكو المزيّنة بالكشاكش.

وقد تمّت الاستعانة بمهارة الحرفيين المحليين في التطريزات، والتخريمات الجلديّة، والشالات الحريريّة، والمراوح اليدويّة التي تمّ تنفيذها في مشغل يفوق عمره 200 عام. أما الإكسسوارات المعدنيّة التي رافقت الأزياء فدار بمعظمها حول موضوع “وردة غرانفيل” تكريماً للسيد ديور مؤسس الدار.

رافقت العديد من الإطلالات قبعات جاءت مستوحاة من عالم الفروسيّة، تمّ تنفيذها باللبّاد أو القش وتزيّنت بتفاصيل أيقونيّة مختارة من عالم Dior. وقد افتُتح العرض بمجموعة من الإطلالات المونوكروميّة تضمّنت سراويل وسترات مُزخرفة، لتليها أزياء منفّذة بالدانتيل وتنانير طويلة مُطبّعة بالإضافة إلى تصاميم مزيّنة بالكشاكش والشراريب من مختلف الأحجام. تكرّر ظهور ثنائي الأحمر والأسود في القسم الثاني من العرض مستحضراً أناقة الفارسات حيناً وحيويّة راقصات الفلامنكو حيناً آخر. كما تكرّر ظهور الياقات المطرّزة والسترات الجلديّة ذات الطابع العصري.

في القسم الثالث من العرض، ظهرت طبعة “مونوغرام” Dior لتُزيّن الإطلالات التي تمّ تنفيذها بالدنيم الكحلي، كما اختلط الأسود بالبيج في تصاميم فاخرة تزيّنت بتطريزات غنيّة مشغولة بإتقان. وقد تمّ تخصيص القسم الرابع من العرض للإطلالات الخاصة بالمناسبات، التي تمّ تنفيذها بخامات الدانتيل، والمخمل، والموسلين، والتفتا. ورافقتها أحزمة عريضة، وقفازات طويلة، وتطريزات فاخرة.

ترافقت معظم الإطلالات مع جوارب شبكيّة سوداء وأحذية ذات كعوب منخفضة أو عالية الساق، فيما بقي ظهور الحقائب خجولاً وتمّ استبدالها بمراوح صُممت خصيصاً لهذا العرض.