توفر السعودية لهواة التاريخ ولعشاق التراث ولمحبي مشاهدة الآثار مجموعة من المتاحف المختلفة، منها المتحف الوطني السعودي في الرياض، الذي يأخذ زواره في رحلة عبر قرون من الثقافة والفن والتاريخ، وغيره العديد من المتاحف الرسمية والنوعية.

وتحدثت “العربية.نت” عن واقع المتاحف السعودية اليوم مع المهندس حسان طاهر، رئيس ومؤسس “نادي ثقافة متحفية” وعضو المنظمة الدولية للمتاحف “إيكوم”.

ويقول طاهر: “تميزت أرض المملكة العربية السعودية بثقافتها الراسخة وعمقها التاريخي وإرثها العتيق، فموقعها كان ملتقى للحضارات الإنسانية القديمة وأرضها من أقدم مناطق الاستيطان البشري حول العالم. لذلك تميزت بوفرة غنية من الثقافات والحضارات والتي بطبيعة الحال يستعرض آثارها حالياً أكثر من 260 متحفا رسميا وخاصا في كافة أرجاء مناطق المملكة العربية السعودية”.

وعدد طاهر “أهم 10 متاحف” متواجدة حالياً في السعودية لا غنى لرواد المتاحف عن زيارتها وهي:

المتحف الوطني السعودي – الرياض

هو أحد أهم المعالم الرئيسية بمدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، وواحد من أكبر المتاحف السعودية. يتميز بتصميمه الفريد الذي تم استلهامه من ألوان وأشكال الكثبان الرملية المحيطة بمدينة الرياض، وهو يحتل جزءاً مهماً من مركز الملك عبد العزيز التاريخي. تم افتتاحه عام 1999م ليضم بين جنباته الكثير من التحف الأثرية ذات القيمة العالية والدلالات التاريخية المهمة، والتي يعود بعضها إلى عصور ما قبل التاريخ. يتميّز هذا المتحف بقاعاته الثماني التي تحكي كل منها مرحلة مهمة من مراحل تاريخ الجزيرة العربية.

متحف عمارة الحرمين الشريفين – مكة المكرمة

يعد هذا المتحف نافذة ثقافية ومنبرا تاريخيا لعرض أبرز المقتنيات الأثرية والتاريخية للحرمين الشريفين عبر العصور الزمنية المختلفة، كما يستعرض جهود المملكة العربية السعودية في الحفاظ على التراث الإسلامي العريق. تأسس هذا المتحف عام 1999م وهو يحوي بين أروقته معلومات وتحفا عن فن العمارة الإسلامية في الحرمين منذ عهد صدر الإسلام وحتى العهد السعودي الزاهر. هذا المتحف يتميز بقاعاته السبع، التي تشتمل على عدد من المقتنيات التاريخية المختلفة من مخطوطات ونقوش كتابية وقطع أثرية ثمينة ومجسمات معمارية وصور فوتوغرافية نادرة.

متحف إثراء – الظهران

يعد هذا المتحف “آلة زمن” تجمع ما بين الفن الحديث والمعاصر من جهة، والتراث السعودي والفن الإسلامي والتاريخ الطبيعي لشبه الجزيرة العربية من جهة أخرى. قام بإنشاء المتحف شركة أرامكو السعودية ضمن مشروع مركز الملك عبد العزيز الثقافي (اثراء) وتم افتتاحه عام 2016م. يضم المتحف 4 صالات متخصصة توفر للزوّار رحلة فريدة من نوعها، عبر مجموعة من المعارض التفاعلية، وصالات العرض الخاصة، والجولات المتخصصة، والمعارض المؤقتة، ومجموعات دائمة متنامية من الأعمال الفنية والحرفية تمثل ثقافات ثرية من السعودية ودول العالم.

متحف دار المدينة – المدينة المنورة

هو أول وأكبر متحف متخصص في تاريخ المدينة المنورة وتراثها العمراني والحضاري. يسلّط هذا المتحف الضوء على صفحات ناصعة من تاريخ المدينة المنورة ويكشف معالم إرثها وحضارتها الإسلامية وعبق تاريخها المجيد. تم افتتاح المتحف بشكل رسمي في عام 2011م، وهو يهدف إلى إثراء المعرفة في العلوم والأبحاث المتخصصة في تاريخ المدينة المنورة. ويتميز باستعراضه مجموعة كبيرة من المقتنيات والمجسمات التي تنقل صورة حية عن معالم تاريخ المدينة المنورة، بالإضافة إلى مجموعة ضخمة من الصور النادرة لتاريخ المدينة المنورة.

متحف عبدالرؤوف خليل – جدة

يعد هذا المتحف من أقدم متاحف المملكة العربية السعودية. وهو متحف متخصص يقدم صورة دقيقة ومفصلة عن مدينة جدة وتاريخها العريق، الذي يمتد إلى 2500 سنة. يقع المتحف في حي الفيصلية وهو مكون من مجمع متعدد الغرف يعكس الطراز المعماري للمدينة القديمة مع رواشينها ذات الزخارف الخشبية والمرجانية.

متحف صقر الجزيرة – الرياض

هو من أهم المتاحف التي تهتم بالطيران والعلوم المتعلقة به، ويهدف لإبراز المظهر الحضاري والتاريخي للقوات الجوية الملكية السعودية. يسلطّ هذا المتحف الضوء على التطور التاريخي لسلاح الطيران منذ نشأته على يد المؤسس الملك عبد العزيز، حيث تستعرض قاعاته مسيرة نجاح مستمرة لأكثر من مئة عام. هذا المتحف لا يقتصر دوره في إبراز الماضي فقط، بل يشكل مزيجاً بين الماضي القديم (من مقتنيات وطائرات ووثائق تاريخية) وبين الحاضر وما توصل إليه الطيران من تقدم تقني كبير. تم افتتاح هذا المتحف في عام 1999م.

متحف دار الفنون الإسلامية – جدة

هو من أجمل المتاحف التي تم تدشينها مؤخراً، ويعد الأول من نوعه على مستوى المملكة كمتحف متخصص في الفن الإسلامي. يضم المتحف مجموعة من المقتنيات والأعمال الفنية التي تختزل الزمن وتمثل مدارس عديدة لحقب مختلفة من فنون الحضارة الإسلامية ذات القيمة التاريخية والثقافية. تم افتتاح المتحف عام 2021م وجاء ليعكس ما بلغته الحضارة الإسلامية من أقصى بلاد الصين والهند الى أقصى بلاد المغرب وبلاد الأندلس من فنون شتى.

متحف قصر المصمك – الرياض

لا يزال مبنى هذا المتحف يقف شاهداً حتى اليوم على ذكرى الانطلاقة الأولى لتوحيد المملكة العربية السعودية. يخوض فيه الزائر رحلة مختلفة عبر الأجيال عنوانها ملحمة وطن. تم افتتاح هذا المتحف داخل قصر المصمك رسمياً في عام 1995م ليهتم باستعراض مراحل تأسيس المملكة وأهم الأحداث والمقتنيات التي صاحبت هذه المرحلة.

متحف قصر الزاهر – مكة المكرمة

يستحضر هذا المتحف الثقافة الإسلامية الراسخة والتجارب الثقافية المثرية. ويتمّز بمبناه الأثري العتيق الذي تم بناؤه بأمر من الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود في عام 1365هـ ليكون أحد المقرات الرئيسية له في مكة المكرمة. ما يميز هذا المتحف مروره بعدة مراحل تاريخية مختلفة من الاستخدامات قبل أن يتحول الى متحف في عام 1427هـ.

متحف تبوك الإقليمي – تبوك

تتميز منطقة تبوك بأن لها جذورا عميقة ضاربة في القدم في التاريخ السعودي، وهنا يأتي الدور المهم لهذا المتحف المتخصص في استعراض هذا التاريخ واختصار الجهد والوقت لجميع الباحثين والزائرين في استكشاف تاريخ المنطقة عبر مجموعة من الخدمات التقنية الفريدة والأسلوب الرائع في استعراض المقتنيات والآثار والمعلومات التاريخية.